-
/ عربي / USD
من نوادر المخطوطات المحفوظة في دار الكتب الوطنية بتونس مخطوط عظيم القيمة يوجد في رصيد العلامة "حسن حسني عبد الوهاب"، يحتوي على عدد هائل من القصائد والقطع الشعرية الجيدة قد جمعت انتخاباً واختياراً لشعراء مغاربة وأندلسيين ومشارقة، وقد نسبت هذه الاختيارات إلى "أبي العباس أحمد بن محمد المقري التلمساني" صاحب "نفح الطيب". لكن هذا الكتاب لم يلق أي عناية ولم يحظ بأي اهتمام من الباحثين، باستثناء الأستاذ "الشاذلي بو يحيى" الذي اعتمده فاستخرج منه قصيدة لأبي علي الحسن بن رشيق نشرها سنة 1969 في حوليات الجامعة التونسية ضمن مستدركات له على ما نشر من شعر ابن رشيق.
وإذا ما عدنا لمتن هذا المخطوط نجد أنه عبارة عن مجموع أدبي نقل فيه صاحبه قصائد ومقاطع كثيرة من نظم مشاهير الأدباء المتقدمين والمعاصرين له من بين مشارقة وإفريقيين ومغاربة وأندلسيين، وابتدأ بمختارات من نظم أبي بكر الحسين بن حبيش الكخمي الأندلسي الأصل التونسي الإقامة والوفاة، وقصائد للوزير أبي الوليد بن حزم، وابن عمار، وابن الزقاق، وابن رشيد، وبشار بن برد، ومهيار الديلمي، وذي الرمة، وأبي العلاء المعري وسواهم كثير.
وهكذا فالكتاب في جملته اختيارات شعرية غزلية أساساً، وعدد المقطوعات والقصائد الجملي 340 فيها من الأبيات 2882، وهي لشعراء مشارقة ومغاربة وأندلسيين، ولشعراء مجهولين لم تذكر أسماؤهم. والشعراء المشارقة -والقصائد المختارة لهم 126، جملة أبياتها 912 بيتاً- ينتمون إلى عصور مختلفة من الجاهلية حتى العصر العباسي الأول، وقد أدرج صاحب الاختيارات معظمهم في القسم الثاني. ويتقدمهم جميعاً أبو الطيب المتنبي (16 قطعة فيها 144 بيتاً) والشريف الرضي (15 قطعة فيها 129 بيتاً) والعباس بن الأحنف (10 قطع فيها 45 بيتاً) ومهيار الديلمي (9 قطع فيها 32 بيتاً) والبحتري (9 قطع فيها 72 بيتاً). وأما القطع المجهولة غير المنسوبة -وهي موزعة في أقسام الكتاب الثلاثة، وتكثر في آخر القسم الثالث خاصة -فعددها 22، فيها من الأبيات 210. وبقية شعراء الكتاب -بعد ذلك- مغاربة وأندلسيون وهم الذين يعنوننا في هذا العمل الذي نقدم.
وجملة القطع والقصائد المغربية والأندلسية -المنسوبة إلى أصحابها- 192، وعدد الأبيات الجملي فيها 1761 بيتاً، منها 24 قطعة لابن الزقاق فيها 253 بيتاً، و24 قطعة لابن زيدون فيها 174 بيتاً، و18 قطعة لأبي بكر ابن حبيش فيها 439 بيتاً.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى "إبراهيم بن مراد" بتحقيق متنه في هذه الطبعة التي بين أيدينا، فقام أولاً: بالتحقيق من مسألة نسبة الكتاب إلى أبي العباس المقري، من ثم عرف بمادته وبالشعراء الذين قدّم لهم قصائد أو قطعاً شعرية من الكتاب. ثانياً: حقق فيه مائة قطعة وقصيدة منها ثلاث وتسعون من الشعر المغربي والأندلسي لثمانية وأربعين شاعراً، وسبع قصائد من الشعر غير المنسوب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد