شهد مغرب القرن التاسع عشر حركة تجديدية ولو أنها محدودة، ويساهم فيها إلى جانب أولياء الأمور طبقات شعبية متنوعة، ومع مطلع القرن العشرين بدأ المغرب في محاولة لتوجيه الإصلاحات وجهة جديدة تساير التنظيمات الحديثة وهذا الطابع الرئيسي الذي يميز هذه الفترة عن سابقتها، وهذا الكتاب...
شهد مغرب القرن التاسع عشر حركة تجديدية ولو أنها محدودة، ويساهم فيها إلى جانب أولياء الأمور طبقات شعبية متنوعة، ومع مطلع القرن العشرين بدأ المغرب في محاولة لتوجيه الإصلاحات وجهة جديدة تساير التنظيمات الحديثة وهذا الطابع الرئيسي الذي يميز هذه الفترة عن سابقتها، وهذا الكتاب بجزأيه مرصد مظاهر يقظة المغرب الحديث، وذلك من خلال دراسات تعرض معطيات الانبعاث المغربي في أيامه الأولى من احتلال الجزائر عام 1445هـ/1830م إلى فرض الحماية على المغرب عام 325هـ/1908م.
في الجزء الأول تم التمهيد إلى الموضوع بمدخل يحلل الحالة التي صار إليها المغرب في النصف الأول من المائة الميلادية التاسعة عشرة، وبعد هذا تأتي ملامح اليقظة، في ثلاثة أدوار وقد تناول الباحث دراسة الدورين الأولين في الجزء الثاني من الكتاب حيث عرفت العشرة الأولى من القرن العشرين حركة بعث مغربي جديد انطلق من مناورات المستوى الرسمي، ثم ساهم فيه نخب من طبقات المفكرين الوطنيين، وهدفت هذه الانتفاضة إلى محاولات إصلاحية مست سير الإدارة والاقتصاد والأشغال العمومية والدفاع والاجتماع، ومن جهة أخرى وقعت الحكومة والشعب على السواء ضد أعلى التدخلات الأجنبية وتحرشاتها بالواحات والحدود المغربية، وتبتدي هذه الفترة من سنة 1318هـ/1900م، لتقف عند سنة 1330هـ/1912م، وتبعاً لتطور الأحداث تفرعت الحقبة ذاتها إلى ثلاث مراحل: الأولى: تمتد من بداية هذه الفترة ثم تنتهي أواخر عام 1320هـ/ 1905م. والثانية: من تقديم مقترحات فرنسا الإصلاحية في التاريخ المشار إليه، حتى نهاية عهد العزيز عام 1325هـ/ 1908م، هذه المراحل وما رافقها من تطورات على الصعيد الفكري والسياسي والاجتماعي في المغرب كانت مدار البحث في الدراسة التي ضمها الجزء الثاني من هذا الكتاب.