كتب الأدلة الموضوعة للتعريف بمختلف الأقطار جغرافياً وبشرياً واقتصادياً وحضارياً من الكتب التي شاع استعمالها في العصر الحديث لأغراض تجارية وسياحية وغيرها. وقد وضعت فرنسا أدلة عديدة للمغرب إبان الحماية، مختصرة ومطولة، وأهمها الدليل الأزرق للمغرب الذي وضعه قبل الحرب...

كتب الأدلة الموضوعة للتعريف بمختلف الأقطار جغرافياً وبشرياً واقتصادياً وحضارياً من الكتب التي شاع استعمالها في العصر الحديث لأغراض تجارية وسياحية وغيرها. وقد وضعت فرنسا أدلة عديدة للمغرب إبان الحماية، مختصرة ومطولة، وأهمها الدليل الأزرق للمغرب الذي وضعه قبل الحرب العالمية الثانية م.بروسبير ريكار مدير الفنون الأهلية بالمغرب، ثم جدد ونقح بعد ذلك. لكنه، كغيره من الأدلة الذي وضعها الأجانب عن بلادنا، وبقي نشزاً لغةً وروحاً، إلى أن كانت مبادرة الأستاذ بن العربي بإصدار "كتاب المغرب" في مطلع الخمسينات.
كان صدور هذا الكتاب -على صغر حجمه- في وسط المعركة المستعمرة آنذاك بين الوطنية المغربية المتجسمة في محمد الخامس وبين الحماية الفرنسية العاتية، ضرباً من التحدي، وإسهاماً في التعبير عن الذات والاعتزاز بالوطن. لذلك ما كاد يظهر في السوق حتى تخطفته أيدي المواطنين، فنفد ولم تمض على ظهره بضعة أشهر. ولم يتمكن مؤلفه -بسبب الأحداث الخطيرة التي عرفتها البلاد- من الاستجابة لطلبات إعادة طبعه إلا بعد الاستقلال، فطبع للمرة الثانية سنة 1956.
وإذا ما عدنا لممضون هذا الكتاب نجده، كما سيرى القارئ كتاب مدرسي قبل كل شيء، موجه بالخصوص إلى التلاميذ والطلبة وجماهير القراء العاديين الذين يرغبون في معرفة جغرافية المغرب بنظرة سريعة، وأخذ فكرة موجزة عن هذه المنطقة، وذلك بدون تعمق في الوصف أو الإسهاب في التفاصيل، وفي لغة سهلة، وعبارة بسيطة مركزة حتى يكون في متناول الجميع، ورتب على الحروف تسهيلاً للوصول إلى الهدف في أسرع وقت، وأقرب طريق، وكل ذلك رغبة في فتح نافذة يطل القارئ منها على بلاده، وتثير فيه الرغبة والتطلع إلى المزيد من المعرفة، والإطلاع على الجوانب المختلفة والمظاهر العمرانية والحضارية للمغرب العربي.
في البداية تحدث الباحث عن الوضع الجغرافي للمغرب من تم تحدث عن الماضي التاريخي للمغرب فذكر الدول التي قامت بالمغرب وكان لها دور كبير في إعماره أما علاقة المغرب مع الدول الأوروبية فأفرد لها مبعثاً خاصاً، كذلك فعل بالنسبة لمؤتمر مدريد، وللاتفاقات الدولية التي عقدتها المغرب مع الدول المجاورة، بعد ذلك تحدث مطالبة الشعب المغربي للاستقلال وعن العريضة التي تم التوقيع عليها للمطالبة بالاستقلال وذكر أسماء الموقعين، من ثم تحدث عن استقلال المغرب وعن البيان المشترك المغربي الإسباني وأخيراً عدد أسماء القبائل الكبرى بالمغرب وخطوط السكك الحديدة التي تجمع بين مناطق المغرب عامة.