-
/ عربي / USD
يعد كتاب ابن الزبير "ملاك التأويل" من الكتب المهمة في مجال تفسير كتاب الله ومن أجل الأعمال المقدمة لخدمة القرآن الكريم، فيه اهتم ابن الزبير بتوجيه ما تكرر من آيات الكتاب العزيز لفظاً أو اختلاف بتقديم أو تأخير أو بعض زيادة في التعبير فأبرز ما في تلك الآيات من حكم ومعان إلهية سامية تعلو بها عن نقيصة التكرار والحشو والابتذال، وقصده من وراء ذلك كله القطع بذوي الإلحاد والتعطيل ممن تعلق بمثل هذه الآيات المتشابهة للطعن في كتاب الله والنيل من الدين.
قال ابن الزبير: "وإنما كلامنا معتمد فيه القطع بذوي الزيغ والارتياب ممن يتعلق بما تشابه منه طعناً في الدين وإتباعاً لسبيل الملحدين وشأن هؤلاء التعلق بأدنى احتمال من غير تسليم لما وراء ذلك. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية ما فتئ المؤلف يؤكد على الحكمة الإلهية الكامنة فيما يبدو من تكرار لبعض الآيات وما فتئ يبرز المعاني التي اقتضت التغاير، قال: إثر إبراز الفوائد من تكرر آيات القبلة، وبهذا اللفظ لم يتكرر شيء في الآية لمجرد توكيد بل كل ما يظن تكراراً مفيداً معنى لم يحصل محرزاً مما قبله، ووضح التناسب في ذلك كله والله أعلم، وقال بعد هذا: للسائل أن يسأل عن وجه اختصاص آية العنكبوت بمن دون الآخرين.. والجواب: أن زيادة من في قوله في العنكبوت: "من بعد موتها" زيادة بيان وتأكيد نوسب به ما تقدم من قوله: "من نزل" فإن بنية فعل للمبالغة والتكثير وذلك مما يستجر البيان والتأكد فنوسب بينهما.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد