-
/ عربي / USD
أحد أهم الشعارات التي رفعتها الحكومة الأمريكية ومعها التحالف الدولي في تبرير غزو العراق عام ٢٠٠٣ هو تحرير الشعب العراقي من الحاكم الدكتاتور الذي حكمه لعقود بالحديد والنار، وبعد حصار طويل منذ عام ۱۹۹۰ وتدمير قدر كبير من البنية التحتية في العراق، ومن ثم إسقاط نظام صدام حسین، قامت دول التحالف وعبر الأمم المتحدة بفرض دفع العراق لتعويضات مالية ضخمة تجاوزت الخمسين مليار دولار. وقام العراق بدفعها خلال السنين اللاحقة من ميزانية الدولة المنهكة أصلاً بعد حصار طويل وتدمير هائل في البنية التحتية، فما الذي فعله المجتمع الدولي هنا؟
من أجل تحرير شعب هو ضحية استبداد نظام قام بعد تجويعه بالحصار وتدمير بنيته التحتية بالحرب، ثم بعد إسقاط النظام، قام مجدداً بتحميل جميع الشعب الضحية مسؤولية دفع تعويضات هائلة من ميزانية الدولة التي ستؤثر في كل مواطن لسنين طويلة وربما عدة عقود. أي إنها حملت الشعب الضحية، ثمن كل الأعباء والأخطاء التي فعلها نظام لم يختره، وزعم الغرب أنه أتى لتحريره منه
ما حصل في العراق هو نموذج تكرّر في دول كثيرة، ليبيا والأرجنتين وتشيلي وسواها، وهو أن يقوم
الغرب بتحميل شعب نتائج أفعال وأخطاء وانتهاكات نظام سياسي استبدادي لم يختره ولم ينتخبه، بل هو
ضحية له. ويتم اعتماد كل ذلك بقرار دولي ورعاية الأمم المتحدة. أفيا باسترناك أستاذة الفلسفة السياسية في كلية لندن اشتغلت على هذا الموضوع المهم في كتابها ذي العنوان اللافت والدال مواطنون مسؤولون ودول غير مسؤولة هل يتحمل المواطنون أخطاء دولهم؟ وقامت بطرح تصورات متقدمة وأكثر عدالة في علاقة الشعوب بأفعال وممارسات سلطاتها سواءً كانت ديمقراطية أم دكتاتورية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد