ولقد امتازت هذه النسخة الخطية النفيسة بميزات عدة جعل لها أحقية النشر المصور المميز.
- هذه النسخة هي من رواية الحافظ أبي ذر الهَرَوي رحمه الله تعالى، حيث ذُكِرَ في بدايتها سندُ الحافظ أبي ذرٍّ الهَرَويِّ في رواية ((الصحيح)) عن مشايخه الثلاثة، عن الفَرَبري، عن المصنِّف.
- يعتبرُ ناسخُها المحدِّثُ شمس الدين الغُزُولي (ت777ﻫ) من أهل الرواية للحديث، واشتهر بتمرُّسه في نسخ ((صحيح البخاري))، فالنسخة التي بين أيدينا هي النسخة الحادية عشرة التي يقوم بكتابتها، فقد جاء في نهاية هذه النسخة بخطِّ العُزُولي: (وهي حادية عشرة نسخة كتبها عفا الله عنه وعن والديه وعن جميع المسلمين).
- أثنى العلامة القسطلَّاني على ناسخ هذه النسخة عندما تحدث عن نسخته المنسوخة عن النسخة اليونينية من ((صحيح البخاري))، وذكر أنه رجع في شَكْلِ جميع الأحاديث وضبطِها إسناداً ومتناً إليها، حيث قال في مقدمة شرحه لصحيح البخاري ((إرشاد الساري)): ولقد وقفتُ على فروع مقابلة على هذا الأصل الأصيل، فرأيتُ من أجلِّها الفرعَ الجليلي الذي لعلَّه فاقَ أصله، وهو الفرع المنسوب للإمام المحدِّث شمس الدين الغُزُولي، وأصل اليونيني المذكور غيرَ مرة، بحيث أنه لم يغادر منه شيئاً كما قيل، فلهذا اعتمدتُ في كتابة متن ((البخاري)) في شرحي هذا عليه، ورجعتُ في شَكْلِ جميع الحديث وضبطِه إسناداً ومتناً إليه، ذاكراً جميع ما فيه من الروايات، وما في حواشيه من الفوائد المهمات.
- ولا يخفى أنَّ هذا يُقلِّل نسبة الخطأ والوهم في هذه النسخة إلى حدٍّ بعيد.
- كما تميَّزت هذه النسخة بخطِّها الواضح والجميل، وشَكْلِ ألفاظها سنداً ومتناً، مما يُسَهِّل على طلبة العلم في عصرنا تداولُها، والمطالعة فيها