-
/ عربي / USD
تكتسبُ هذه المذكّرات التي يُتحف بها الدكتور عبد الرحمن الجديع المكتبة العربيّة أهميتها، لأنّها تصدر عن سفير ودبلوماسيّ وسياسيّ وأديب. ولذا يلمس فيها القارئ بلاغة التعبير، ودقّة الوصف، ورشاقة اللغة التي حرص الدبلوماسي الشاعر على أن تكون سلسة، رقراقة، لا تكلّف فيها ولا افتعال. هذا الكتاب بوحٌ يتدفق على امتداد عشرات السّنين، منذ هجس الفتى، في شبابه، أن يكون سفيرًا، حتى تجسَّد ما حلُم به وتحقق، فكأنما السفير الجديع هو ابن حلمه، وثمرة كدّه، ونتاج كفاحه، وهذا ما تكشفه هذه المذكّرات التي تحفّز على تحدّي الصعاب وقهر المستحيل. المواقف الكثيرة والمثيرة التي تستعرضها هذه السيرة تواكب مسيرة نهضة المملكة التي ظلّت ملتزمة مع قضاياها الوطنيّة والعربيّة والدوليّة، وفرضت نفسها كرقم صعب في معادلة السياسة والاقتصاد، وشيّدت لصورتها حضورًا لا يُضاهى، وهو ما يلتقطه قلمُ الجديع وقلبُه، ويضعه بإبداع في المكانة التي يستحقّها، فالكاتب شاهدٌ على التحوُّل والامتداد، حيث تدرَّج في العمل الدبلوماسي، حتى نال درجة سفير، ثمَّ خاض تجربته الأكاديمية كأستاذ في المعهد الدبلوماسيّ، إضافة إلى تجربته الأدبية كشاعر، فضلًا عن كتاباته في الصحف العربية مُتابعًا وراصدًا ومحلّلًا بعقل وقّاد، وهمّة تغمرها الحماسة. يطمح هذا الكتاب لأن يتجاوز السِّيرة الذاتيّة المجرَّدة، وأن يكون مرجعًا في البناء الدبلوماسيّ، وفن إدارة الأزمات، وكيفية أن يكون السفير ضمير بلده وشعبه وأمّته، وأن يستثمر كل طاقاته وعلاقاته، وما توفّر في العالم من فنون الاتصال والرقمنة والعولمة، من أجل الانخراط العضوي في السجال الكونيّ الذي تُشكّل المعرفةُ العميقةُ لُحمته وسُداه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد