-
/ عربي / USD
إذا اختلف الفريقان، فإذا بِزُمَرٍ يُدَعُّون إلى النار دَعّاً، وزُمَرٍ يُرَحَّب بهم عند أبواب الجنة، فمن أي الفريقين تحب أن تكون؟...
لا ريب إنك لا تختار على الجنة شيئاً، ولكن كيف؟!...
لعل سورة (الزمر) ترسم لنا خارطة الطريق إلى الجنة.
ففي فاتحة هذه السورة، يأمرنا الرب أن نعبده مخلصين له الدين، لأنَّ له الدين الخالص، ولم يتخذ ولداً، ولأنه خلق السموات والأرض بالحق وهو يدبِّر الأمور، ولأنه غنيٌّ عنا، ولا يرضى لنا الكفر، إنما الشكر يرضاه، ولا بد أن نُنيب إليه، ونقنت آناء الليل حذر الآخرة، وأن نتقي الله ونصبر، ونعبده مخلصين له الدين.
ويتجلّى إخلاص الدين لله في إتِّباع هداه، وذلك بإجتناب الطاغوت، والإنابة إليه، والإستماع إلى القول لإتّباع أحسنه، وأن تخشع قلوبنا للإسلام، ونتًّبع كتاب الله ونتلوه بخشوع وخضوع، وأن لا نكذب على الله بل نجيء بالصدق ونصدِّق به، ولا نخاف أحداً إلا الله، لأنَّ الهداية منه، ونتوكل عليه ونؤمن بكتابه وهو الحق وفيه الهدى، ولا ندين بشفيع من دونه، لأنَّ له الشفاعة جميعاً، ونعلم أنّه الرزّاق ولا نقنط من رحمته، وأن ننيب إليه، ونتجنَّب الشرك ونتحلّى بالشكر.
وهكذا يُرجى لمن أخلص الدين لربه أن يكون في أصحاب الجنة، وقد كنا قد تدبرنا في آيات هذه السورة المباركة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد