-
/ عربي / USD
ملحمة الإشراق التي جاء بها السّهروردي شارحًا ومُبَيّنًا فلسفته الإشراقية مُقسِّمًا الطبائع إلى طبائع مُتكرَّرة ومُمتنعة، وهي الوجود المادي، وأخرى غير مُتكرّرة وهي النورانية العلوية. وثمّة مشارب يونانيّة تحدّثت عن الجلاء والتّجلي كما في المنطق الأرسطي والتوجّه العقلي الذي أحياه السّهروردي لتكوين رؤيته الإشراقية مستندًا ومخالفًا المشّائيين في آن، فهو مع التحليل العقلي والاستدلال المنطقي مثلهم، لكنه ابن حدوس وفيوض عرفانية لا ترى القيمة العليا إلا بوحي عرفاني وتجليات نورانية لا ينفرد العقل في تكوينها. ومن مواطن الاتفاق ما جاء على صعيدي التأليه والربوبيّة، ويمكننا القول إنّ المشائية ماتت في بطون البحوث والمعارف الإسلامية بعد رحيل روّادها المسلمين، أمثال يعقوب بن إسحاق والكِندي وابن سينا، ليكون السّهروردي آخر مَن قال ببعضها. ولولا إنكار المشّائية للعرفان وضروب التصوّف واستناد مَن قالوا بها على العقل والاستدلال في جملتها، لكان السّهروردي مشائيًّا صِرفًا، لكنه نهَل منها مع ما يعَزّز إشراقه ونبذ ما يخدشُ قيمتها الرّوحية بغلافه العقلي،
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد