-
/ عربي / USD
يحتاج الإنسان في هذا الوجود إلى من يعرّفه سبيل رشده في الأبعاد الإنسانيّة كافّة، يحتاج إلى معلّم بلغ الكمال في مقام العلم والعمل؛ يخرجه من الضلال والحيرة، يعرّفه سبيل الهداية والكمال، يحتاج إلى معلّم يحول بينه وبين فساده وفساد المجتمع الإنساني.
إنّ هذه المسؤوليّة الكبرى والمهمّة العظيمة تقع بالدرجة الأولى على عاتق أنبياء الله والأئمّة المعصومين عليهم السلام، الذين تتمثّل فلسفة قيامهم ودعوتهم على تربية النفس وتهذيبها بشكل أساس. ثمّ تقع المسؤوليّة هذه – في الدرجة الثانية – على عاتق الإنسان الصالح الذي سلك طرق العلم والعمل، وزيّن نفسه بالإيمان والتقوى، فكان له شرف حمل هذه الأمانة، وتحمّل هذه المسؤولية الإلهية. ومن بين هؤلاء الرجال الإلهيين العظام برز رجل عالِم عامل، قضى عمره في عمليّة التهذيب وتحصيل المعرفة، فاكتسب مكانة سامية ومنزلة إنسانيّة راقية، استطاع من خلالها
ريّ نفوس توّاقة لسلوك هذا الدرب العظيم، استطاع بمكانته هذه استنهاض أمّة بأسرها، لتقف في وجه جلّادها، فتسقطه عن عرشه، استطاع هدي نفوس كثيرة إلى قمم الإنسانيّة الشامخة، إنّه رجل من رجال الله في القرن العشرين، إنّه الإمام الخميني قدس سره.
تتنوّع أساليب تهذيب النفس والآثار الأخلاقيّة بين المربّين والمعلّمين لهذا العلم، ويختلف سيرهم وسلوكهم، مع الحفاظ على وحدة المقصد. لكنّ آثار الإمام الخميني قدس سره في هذا المجال لا يمكن وضعها في مشرب خاصّ، بل إنّه استفاد من كافّة الأساليب والطرق لبيان المقصد وبلوغه، ولم يحدَّ نفسه بمنهج ومشرب خاصّ، ولكنّه اعتمد القرآن والسنّة أصلاً ومبنىً في طريق ومنهج "تهذيب النفس"، وجعل المطالب الأخرى كافّة في خدمة هذا المطلب.
إنّ للإنسان ولمعرفته ولطريقة نظرة المعلّم والمربّي نصيباً وافراً في الأبحاث الأخلاقيّة، وهو يشكّل أساساً للمطالب الأخرى؛ لذا خُصّ مبحث "معرفة الإنسان في فكر الإمام الخميني قدس سره" بجعله المدخل الأوّل في هذا الكتاب؛ كي يكون الأساس والمبنى لما يليه من أبحاث في هذا المجال.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد