إنّ الإشتغال بمكِّون الشَّخصيَّة في الرّواية السُّعودية وفق السيميائيّات، يُعدُّ خطوة علمية – نقديَّة مهمة، من شأنها أن تُقدم خدمات معرفيًّة ونظريَّة للرّواية السُّعودية التي باتت تعرف تراكماً ليس فقط كمياً إنما نوعياً، مما جعل أبنيتها متعددة، وأنظمتها السَّردية مختلفة بين الرِّوائيين السٌّعوديين، ولذلك، فهي مجال خصب للقراءة والتَّحليل وإنتاج الرؤى.
وإذا كانت الرِّواية تعبير تشخيصي عن المجتمع وتحولاته، والمدينة ونظامها، فإن الإقتراب من الرِّواية السُّعودية عبر مدخل "سيميائيّة الشَّخصيَّة" من شأنه أن يجعلنا ننفتح على منطق تحولات المجتمع السُّعودي وطبيعة نظام المدينة، وأشكال أنماط الوعي التي تتجلى رمزيّاً في ملفوظات الشَّخصيَّة.
ولهذا، فكتاب الباحثة / الكاتبة الرِّيم الفوّاز "سيميائيَّة الشَّخصيَّة في الرِّواية السُّعودية" يُقدم للقارئ السُّعودي أولاً، ثم العربي ثانياً طبيعة الشَّخصيَّة الروائية في التجربة السُّعودية، والتي جاءت في إرتباط بخصوصية المجتمع السُّعودي، وعلامة دالة وحاملة معنى وجودي إجتماعي وتاريخي وإيديولوجي، كما أنَّه إضافة نوعيَّة للمشهد العلمي والرِّوائي والنَّقدي بالمملكة العربيَّة السُّعودية أولاً وبالعالم العربي ثانياً.
إنه كتاب يقدم خدمات حضارية أولاً للجامعة بالسُّعودية لكونه يساهم في إغناء البحث العلمي بالمناهج الحديثة، المُؤهلة لتطوير السؤال المعرفي، وتحريره من اليقين المعرفي، ومن جهة ثانية ينتصر الكتاب للرواية السُّعودية من خلال الخيار المنهجي، والإشتغال بتنوعها وتعددها، وثالثاً، فإنَّ هذا الكتاب يُعزِّز علمية النَّقد، عندما يجعله مسؤوليَّة علميَّة، وبهذا الكتاب تساهم المرأة السُّعودية في إغناء المشهد النَّقدي السُّعودي والعربي بإنتاج معرفي مهم.
الأدبية المغربية – الدكتورة زهور كرام
Share message here, إقرأ المزيد
سيميائية الشخصية في الرواية السعودية