رغم أن المجتمع الكويتي من أوائل المجتمعات في منطقة الخليج التي كانت تعج بحراك إجتماعي نشط تحول مع مرور الوقت إلى ما يشبه مؤسسات المجتمع المدني في شكلها الحالي، قبل إكتشاف النفط، إلا أن ما يثير الإستغراب أن هذا النشاط سرعان ما أصيب بفترة خمول شديدة، أدت إلى تراجعه بشكل كبير، عقب إكتشاف النفط وتحوله إلى مجرد هياكل جامدة وغير منتجة.
ويعزو البعض أسباب تراجع المجتمع المدني إلى "حزمة" من العوامل من بينها تأثير إكتشاف النفط، وما تمخض عنه من قيم إستهلاكية طبعت المجتمع بطابعها، وإلى إشكالية الثقافة السائدة، وقدرة البعض على إعادة إنتاجها بشكلها السلبي، وعجز القوى الإجتماعية المتواجدة على الساحة في ذلك الوقت من تطوير آلية عملها بالتوازي مع التطورات التي يشهدها المجتمع، بالإضافة إلى إحتضان فكرة المجتمع المدني من جانب السلطة وتفريغها في المحصلة النهائية من مضمونها.