في روايتها الجديدة "غُرفة حنّا ديَاب" تعيد الكاتبة شَهلا العُجيلي إحياء تراث مدينة حلب الثقافي وفنون العمارة فيها وحكاياها الخالدة في الذاكرة الجماعية لتشكل بروائيتها علامة فارقة ومميزة في مسيرتها الإبداعية؛ ففي هذه الرواية تشتغل كل أنواع فنون القول التاريخي والسياسي والوثائقي؛ لتقول حكاية الوطن السوري على مرّ العصور.
بطلة الرواية كائن أنثوي متعدد المواهب، أستاذة في جامعة حلب، ابنة مثقف شيوعي ضاع دمه بين الإخوان المسلمين والبعثيين، ليترك لغز مقتله، سرّاً موجعاً جعلها عالقة في عذاب أبديّ حاولت تجاوزه بالعلم، ثم العمل على إحياء مشروعه الذي كان قد دوّنه في مفكّراته قبل موته، حول حنّا دياب وغرفته التي كان يروي فيها الحكايات، وتفعل البطلة ذلك من خلال الرجوع إلى مؤرخي وكتّاب "الليالي العربية" ممن دونوا حكايات عن نساء حلب ورجالاتها، وهم: فتوح العارفين، وميسّر، وهيلين، وحسن، ويوحنّا السرياني، وغيرهم حيث تعكس مضامين تلك القصص المنثورة عبر صفحات الرواية خصوصية المكان والعلاقات الاجتماعية السائدة خلال حقبة تعود إلى أزيد من مئة وخمسين سنة مضت. وبعد رحلة طويلة من البحث والجهد والعقبات والخيبات حتى ممن هم أقرب الناس إليها استطاعت أن تكون المالكة الوحيدة لتاريخ كبير لم يُدرَج في كتاب، وحان الوقت لإخراجه للعالم، لا من مغارة علي بابا، ولا من ألف ليلة وليلة، كما تقول، بل من قلبها الممتلئ بالحبّ والآلام.
في الرواية لا ترتبط الشخصيات بالماضي فقط بل بالحاضر فيتحول البحث في تاريخ حلب القديمة واستعادة ذاكرتها، والسعي إلى البوح بأسرار أماكنها، وإقامة حوار مع شخصياتها، إلى محكية تتوسل كل الإمكانيات التعبيرية في المأثور السردي العربي القديم من جهة؛ وفرصة للتأمل في مسارات تاريخية عاشها السوريين، في الماضي، "الزمن الجميل" والحاضر "زمن الثورة" من جهة أخرى؛ وجاء الوقت لرويها واستنطاقها، بل مسائلتها بجرأة تعيد من خلالها الرواية طرح الأسئلة، عن جدوى ما حدث، وما يزال يحدث حتى زمن كتابة الرواية.
في روايتها الجديدة "غُرفة حنّا ديَاب" تعيد الكاتبة شَهلا العُجيلي إحياء تراث مدينة حلب الثقافي وفنون العمارة فيها وحكاياها الخالدة في الذاكرة الجماعية لتشكل بروائيتها علامة فارقة ومميزة في مسيرتها الإبداعية؛ ففي هذه الرواية تشتغل كل أنواع فنون القول التاريخي والسياسي والوثائقي؛ لتقول حكاية الوطن السوري على مرّ العصور.
بطلة الرواية كائن أنثوي متعدد المواهب، أستاذة في جامعة حلب، ابنة مثقف شيوعي ضاع دمه بين الإخوان المسلمين والبعثيين، ليترك لغز مقتله، سرّاً موجعاً جعلها عالقة في عذاب أبديّ حاولت تجاوزه بالعلم، ثم العمل على إحياء مشروعه الذي كان قد دوّنه في مفكّراته قبل موته، حول حنّا دياب وغرفته التي كان يروي فيها الحكايات، وتفعل البطلة ذلك من خلال الرجوع إلى مؤرخي وكتّاب "الليالي العربية" ممن دونوا حكايات عن نساء حلب ورجالاتها، وهم: فتوح العارفين، وميسّر، وهيلين، وحسن، ويوحنّا السرياني، وغيرهم حيث تعكس مضامين تلك القصص المنثورة عبر صفحات الرواية خصوصية المكان والعلاقات الاجتماعية السائدة خلال حقبة تعود إلى أزيد من مئة وخمسين سنة مضت. وبعد رحلة طويلة من البحث والجهد والعقبات والخيبات حتى ممن هم أقرب الناس إليها استطاعت أن تكون المالكة الوحيدة لتاريخ كبير لم يُدرَج في كتاب، وحان الوقت لإخراجه للعالم، لا من مغارة علي بابا، ولا من ألف ليلة وليلة، كما تقول، بل من قلبها الممتلئ بالحبّ والآلام.
في الرواية لا ترتبط الشخصيات بالماضي فقط بل بالحاضر فيتحول البحث في تاريخ حلب القديمة واستعادة ذاكرتها، والسعي إلى البوح بأسرار أماكنها، وإقامة حوار مع شخصياتها، إلى محكية تتوسل كل الإمكانيات التعبيرية في المأثور السردي العربي القديم من جهة؛ وفرصة للتأمل في مسارات تاريخية عاشها السوريين، في الماضي، "الزمن الجميل" والحاضر "زمن الثورة" من جهة أخرى؛ وجاء الوقت لرويها واستنطاقها، بل مسائلتها بجرأة تعيد من خلالها الرواية طرح الأسئلة، عن جدوى ما حدث، وما يزال يحدث حتى زمن كتابة الرواية.
"الحالم بلا كلل، لا ينتبه إلى أنّ مغامرته الكبرى، منذ ولد حلمه بها، بدأت"، بهذه العبارة الجامحة كأوار نار، تفتتح نجاة عبد الصمد روايتها.
"سبيل"، طفلةٌ شغوفةٌ بالعلم، بنت بيتٍ فقير، ومحكومٍ بقواعد العقيدة الدرزيّة، تهدّدها بالشلع من مدرستها. ترعى البقرة وفي يدها عصاً وكتاب، وفي رأسها حلمٌ هائل، تقارع هذا العالم به وحده. بفورة عاشقةٍ وصبر أمّ، تمضي في نسج ثورتها الناعمة.
وفي حين يبدو تعليم البنات معارك لا تنتهي بين سبيل وأبيها، ينكشف عنف العقيدة، اللامرئيّ، على كليهما..
ما بين فضاءي السويداء جنوب سوريا، وأوكرانيا السوفييتية، تغوص الرواية في جوّانيّات جماعة الموحّدين الدروز في سوريا، وجوّانيات إمبراطورية السوفييت أوان احتضارها.
"أيتام الجبال"، روايةٌ تمنح للجرح قيمته ومعناه، تجرؤ على استنطاق كل مساحات الصمت والمسكوت عنه، تنتصر للحلم، لفردانية الإنسان، لأهل القاع، لقضية التعليم، لصرخةٌ الأنثى في وجه حرّاس الدين والقبيلة وكلّ تسلّطٍ فكريّ..
"الحالم بلا كلل، لا ينتبه إلى أنّ مغامرته الكبرى، منذ ولد حلمه بها، بدأت"، بهذه العبارة الجامحة كأوار نار، تفتتح نجاة عبد الصمد روايتها.
"سبيل"، طفلةٌ شغوفةٌ بالعلم، بنت بيتٍ فقير، ومحكومٍ بقواعد العقيدة الدرزيّة، تهدّدها بالشلع من مدرستها. ترعى البقرة وفي يدها عصاً وكتاب، وفي رأسها حلمٌ هائل، تقارع هذا العالم به وحده. بفورة عاشقةٍ وصبر أمّ، تمضي في نسج ثورتها الناعمة.
وفي حين يبدو تعليم البنات معارك لا تنتهي بين سبيل وأبيها، ينكشف عنف العقيدة، اللامرئيّ، على كليهما..
ما بين فضاءي السويداء جنوب سوريا، وأوكرانيا السوفييتية، تغوص الرواية في جوّانيّات جماعة الموحّدين الدروز في سوريا، وجوّانيات إمبراطورية السوفييت أوان احتضارها.
"أيتام الجبال"، روايةٌ تمنح للجرح قيمته ومعناه، تجرؤ على استنطاق كل مساحات الصمت والمسكوت عنه، تنتصر للحلم، لفردانية الإنسان، لأهل القاع، لقضية التعليم، لصرخةٌ الأنثى في وجه حرّاس الدين والقبيلة وكلّ تسلّطٍ فكريّ..