لا يحاول هذا الكتاب أن يصوغ سيرة ذاتية لجيل من الفلسطينيين صاغ لغته الخاصة في مواجهة الاحتلال الطويل. إنه تاريخ صوت صغير يحفر شكلاً في صخور الجليل التي تحولت إلى زنزانة وأفق. ثم انفتحت بوابة العالم على المنافي والحروف الأخرى. وما زالت الكتابة في البداية تؤسس الشكل الآخر للوطن، ولا تسأل عما وراءه. يتشعب الصوت إلى حدود لا نهايات لها، ويعي أنه يفلت منها إلى فراغ. وفلسطين التي تفيض من ذاتها ومن دمنا، وتحرض على إعادة صياغتها بكل أدوات المعجزة، تحررنا وتأسرنا بلا مفر. أمن دمنا إلى دمنا حدود الأرض؟ المعارك لا تنتهي واللغة لا تستقر. وهذه الصفحات لا تروي القصة، بل تسجل بداية الصوت الصغير الذي زحزح الصخرة الأولى قليلاً. يبتعد الوطن ويقترب. وفي حزن كل يوم، في موت كل يوم تكتب الكتابة، أو تحاول أن تكتب لكي يكف هذا الحزن العادي على أن يكون قابلاً للقبول.
Share message here, إقرأ المزيد
يوميات الحزن العادي