ينبني على التطور الزمني لحياة فيبر ابتداءً من لحظات الولادة وانتهاء بلحظات الموت التي يتوقف المؤلف عندها على نحو تفصيلي. فيتتبّع حياة فيبر في مراحلها المختلفة، اعتمادًا على مصادر متعددة. ولا يكف عن الدخول في حوارات عميقة مع الدارسين الآخرين الذين سبق أن توقفوا عند فيبر وفكره، وقدموا قراءات مغايرة، من دون أن يفقد هذا الكتاب المنظور العام الذي يجمع بين التفصيلات، ومن دون أن يغرق فيها؛ ففيبر يتبلور في هذا السِّفر الضخم بوصفه عبقرية قادرة على الاستجابة لروح العصر، وتحدي مواضعاته في الوقت نفسه. فقد تمكن المؤلف من تبيان أن التجربة الأُسرية تتبدى في كتابات فيبر العلمية بوضوح، مثلما تتبدى في كثير من دراساته الأخرى، وأنه يوظِّفها لبناء رؤية كلية تُعيد التأمل في ماكس فيبر وتعيد موضعته من جديد.