كمْ كُنْتُ أتَمَنَّى لَوْ أنَّ الزميل معالي الدكتور غازِي القصيبي بَعْدَ تقاعده كَسَفِيرٍ في لندن قد اسْتَراحَ في بَيْتِهِ فلَم يصرف جهْده لإصْدارِ كتاب لَهُ بِعنوان: "حياة في الإدارة"؛ كِتَابٌ ضَمَّنَ فيه معلوماتٍ بدُون بَرَاهِين، وَاعْتَبَرَهُ أشْبَهَ مَا يكونُ بِكِتَابٍ مُنَزَّل!.
قَرْأتُ الكِتابَ، وَفِي مُداخلةٍ لِي مَعَ جريدةِ "الجزيرة" فِي عام 2000م سُئِلْتُ عَنِ الكِتابِ فأجَبْتُ مُعَبِّرًا عنْ رأيِي فِي عِبَارةٍ وَاحدةٍ شَامِلَةٍ مَانِعَةٍ هِـيَ: "أنَّ الكِتَابَ غَيْرُ مُوَثَّقٍ". عَلَّقَ غازِي فِي الجَريدةِ نفسها في عام 2003م على مَا أبَنْتُهُ بِقَوْلِهِ: "مَا قَالَهُ المُلْحمُ عَنْ كِتَابِي صَحِيحٌ". ولقد حَظِي الكِتابُ، وَقْتَها، بِالْكَثيرِ مِنَ َالإعْجَابِ. قُلْتُ رأيِي مُنْتَقِدًا الكِتَاب أثناءَ حَيَاة الدكتور غازي، وَلَعَلِّي كُنْتُ الوَحيدُ مُبْديًا رأيي في مُؤَلَّفِهِ. لقد أشْفَقْتُ على هذا الإداريُّ النّاشئِ الذي رجا غازي منه أن يأخذ بعض الدروس النافعة من الكتاب، واستخلاص بعض العبر المفيدة فيه؛ وَأمَلِي أنْ يكونَ هذا الإدِاريُّ يَقِظًا، وذَا بَصِيرةٍ عنْد قِراءةِ الكتاب فلاَ يأخذ بِكُلِّ مَا جاءَ فيه كَحَقَائِقَ! وَغرضي من إعداد كتابي هذا هُو حِمَايَة التّاريخ نفسه كَعِلْمٍ؛ التَّاريخ الذي تُسَجَّلُ فِي مَظانِّه أقاويل بدون براهِين.
Share message here, إقرأ المزيد
حياة في الإدارة : تأريخ ما أهمله التاريخ