باب اللجوء هو الباب الأخير وربما الوحيد الذي يلجه سالم بطل رواية "آزاتسي" للكتاب الليبي "مجاهد اليوسفي" وهو باب أفضى بوالجه الى حالة من الاغتراب يتقاسمها مع كثيرون غيره من طالبي اللجوء السياسي لتحكي كل حالة قصتها وسبب اختيارها العيش خارج حدود الوطن.
الإطار المكاني للرواية هو هولندا (كامب لايدن) الذي يقع على أطراف مدينة لايدن الجنوبية؛ والزماني يمتد بين (1998 – 2012م) مرحلة تغلي بالأحداث السياسية، وتمور بالأفكار والايديولوجيات المختلفة، ويبلغ فيها الانفتاح ذروته والتصادم بين الحاكم والمحكوم أوجه.
ومن (كامب لايدن) تنطلق الحكايات (سالم يتحدث عن فترة حكم العقيد الليبي وسجناء "بوسليم" أما بوهدى وبوآثار فيتحدثان عن أيام عبد الكريم قاسم وكيف نجح القوميون بالانقلاب عليه، وشاكر يُخبر عن المتهم بقتل مرتضى بوتو في باكستان، وعلى هذا الايقاع يتبادل الجميع الكلام ولكن على مهد. هم أناس خلعوا أنفسهم من جذور حياتهم الماضية، ولكنهم في الوقت عينه غير مهتمين بزرعها في المكان الجديد.
بهذا الفضاء الروائي يقدم "البوسيفي" نصاً روائياً جميلاً، ناضجاً، يضع الأنظمة السياسية في حالة مساءلة، لا يستثنى منها أحداُ ذلك أن قضية اللجوء باتت ملحة، وعلى أكثر من صعيد.
Share message here, إقرأ المزيد
آزاتسي