يصرف هذا الكتاب إلى مهمتين بحثيتين: درس بنية القصيدة بالنثر العربية ودرس شعريتها، وهما مهمتان لا تنفكان عن الدرس العربي والجامعي لهذه الأبيات منذ تعاون بعض لجان مجاميع الجيل العربي على طرائق هذه القصيدة في البلاد العربية، بغرض إعطائها شرعية أكاديمية معينة.
في الكتاب موقف من هذا الجيل. جيل الدرس العربي لهذه القصيدة، منطلقاً أساساً في الكتاب ومبنيًّا لضرورات الدرس النقدية. انطلق العديد من المجلات الشعرية (1957- 1992) لحملة من الأسئلة أنها في ذلك مجلّة من التي كانت بإعلان الدرس النقدي الحديث لهذه القصيدة، إذ ساعد هذا الموقف على الوقوف عند البدايات الأولى، لمعرفة ما ساعد على نشأة انطلاقاتها التعبيرية وتقنياتها الفنية. لذلك، فإن الكتاب يعتمد منهجية النقد النصي، منطلقاً من النصوص ومرتقيًّا منها، وإليها، في الوقت عينه كأنه كتاب في النقد النصي. وهو بهذا يواجه بعض الشعارات والصور القيمية المتّصلة بهذه القصيدة، مما يجعل هذه الشعارات والصور تواجه مشاكل عدة بالتعرض لما لا يحمله التأويل والتوليف لتحليل كل العناصر (الشعرية المتعددة) وطرحها موضوعة على تحقق النص من أن عدداً منها لا يتحقق.
يطرح الكتاب سؤالاً عن عناصر النص بالنثر، فيبني تحليل العلاقات التكوينية داخل النصوص: العلاقة بالقصيدة وبالشعر، العلاقة مع اللغة، العلاقة بالمشكلات الشعرية، العلاقة بالأدب، العلاقة بالفنون. إلا أن الكتاب لا يقف عند حدود هذا المستوى، إذ دائماً ما يتنقّل بين القصائد المتعددة، من هذه وغيرها في مجموع المدينة.