هنا، رواية كثيفة. ليس على مستوى السرد فحسب، بل على مستوى شخوصها أيضاً. فليس من السهل أن يعثر القارئ على شخصية بطبقة واحدة، بل ثمة شخصيات كثيرة تعيش وتتصارع وتتناقض وتتحاور داخلها. شخصيات واقعية ورمزية في الآن نفسه. أهمية هذه الرواية، السادسة لأحمد زين، أنها لا تقدم الحرب في اليمن من زاوية أحادية. فهي تقشر طبقات الحرب، من مرآة مكبرة تكشف طبقات التعفن العميقة، وتقدم عوالم متوازية. هنا، سياسيون طارئون، وتجار حروب، وجنرالات مهزومون، ومسؤولون يعيشون حياة باذخة في فنادق فخمة، على حساب من يعيشون في الخنادق وعلى طوابير الخبز. عوالم تتواشج، في نسيج محبوك، لتكشف وجوهاً، لا وجهاً واحداً، للحرب. 
هذه الرواية سوف تفرض على القارئ أن يقوم بجمع الشظايا بنفسه، ليتوصل بعد ذلك إلى رسم مشهد كامل، الأمر الذي يعني أن يقرأ كل جملة في الرواية بتركيز. فالسرد، هنا، بطل رئيس يوازي الأبطال الآخرين على مدار الرواية، إن لم يتفوق عليهم.