يتناول هذا الكتاب جذور الخلل الذي يعيشه النظام التربوي القائم في لبنان منذ العهدين العثماني والفرنسي، فخلالهما هيمن القطاع الخاص الظائفي على عملية التعليم العام، وهي هيمنة بدأت مع مدارس الهيئات التبشيرية، كاثوليكية وبروتستانتية، التي تبعتها عملية تأسيس مدارس أهلية خاصة كانت في معظمها من فعل ونتاج الطوائف اللبنانية، وسط عجز عثماني عن مجاراتهم.
الفرنسيون الذين اجتاحوا مع حلفائهم بلاد الشام، سبقتهم مدارسهم. وتابعوا رعاية المدارس الإرسالية والخاصة، بينما كان المسلمون هم الحلقة الأضعف. وبين المسلمين كان الشيعة في المرتبة الأخيرة، بالنظر إلى إشكالية موقعهم الطرفي في جغرافيا الكيان. أما الموحدون الدروز، فإن خلافاتهم السياسية كانت كفيلة بوأد مشروع المدرسة الداودية التي سبق وأنشأوها. من هنا أهمية هذا الكتاب: "مشاهد التعليم في العهدين العثماني والفرنسي: "هاجوج" الإرساليات و"ماجوج" الطوائف، الذي يعرض لجوانب من عمل ونشاط البعثات والطوائف في مجال المؤسسات التعليمية، وتهميش القطاع الرسمي، مما درج عليه العثمانيون والفرنسيون واستمرّ بعدهما".
Share message here, إقرأ المزيد
مشاهد التعليم في العهدين العثماني والفرنسي