سميائيات الصورة الإشهارية : الإشهار والتمثلات الثقافية

سميائيات الصورة الإشهارية : الإشهار والتمثلات الثقافية

توفر الكتاب: نافد الطبعة
المصدر: لبنان
$10.00
نبذة

الغاية من الدعاية الإشهارية هي الربح، ولا يشكل الإحتفاء بالإنسان والعالم المخملي الجميل الذي يعد به الإشهار سوى وسائل غير مباشرة للبيع وترويج البضائع.
وعلى الرغم من بداهة هذه الحقيقة، فإن هذه الغاية لا تكشف عن نفسها أبداً بشكل صريح، فلن نعثر أبداً على وصلة إشهارية تقول لنا علانية: اشتروا المُنتج "س" فهو أنفع لكم وأجدى لحياتكم، فتلك حقيقة لا تساعد على البيع، لأنها تعزل المُنتج عن محبطه القيمي وتحوله إلى مادة إستهلاكية بلا قلب ولا روح.

وهذا ما يتضح من بناء الإرسالية الإشهارية ذاتها، فهي تستند إلى إزدواجية في التدليل تجعل المُنتج يتأرجح بين مظهر مادي هو موضوع الإقتناء وهدف الإشهار، وبين الكون القيمي الذي يختزنه هذا المُنتج ويعد رمزاً له، فما يعود إلى وجهه المادي يشكل المعنى المباشر المعطى مع فعل الترويج ذاته، إنه حرفي ونفعي ومباشر.

أما ما يعود إلى الوضعية الإنسانية التي تتجسد داخلها القيم الإنسانية، فإنه يشكل المعنى الإيحائي المتواري في ثوب الفرجة الحياتية التي تخبئ داخلها الإرسالية الإشهارية مراميها الحقيقية.

وتتحدد وظيفة هذا المعنى الثاني في تطبيع المعنى الأول وإضفاء طابع البديهية عليه، بحيث يصبح إقتناء هذا المُنتج أو ذاك هو إقتناء لقيم بعينها، وهو أيضاً التصريح بالإنتماء إلى طريقة في العيش تتضمن نوعاً من التصنيف الإجتماعي.

ذلك أن الإقتصار على الدعوة الصريحة إلى شراء المُنتج وإستعماله، معناه جهل أو تجاهل لما يعتمل داخل الإنسان شعورياً ولا شعوريا، فالمستهلك لا ينجذب إلى هذا المُنتج لأنه الأنفع والأجدى من غيره، إنه يفعل ذلك لأن هذا المُنتج يقدم نفسه للمستهلك بطريقة أجمل وأذكى من غيره أولاً، وثانياً لأن فعل الشراء ذاته تتحكم فيه مجموعة من الصور النمطية الثاوية في الدهاليز المظلمة للاشعور، وهي التي تملي توجيهاتها لحظة الشراء، وتدفع المستهلك إلى إقتناء هذا المُنتج دون ذاك.

تفاصيل الإصدار
دار النشر منشورات ضفاف | منشورات الإختلاف
سنة النشر 2016
الترقيم الدولي 9786140214149
اللغة عربي
عدد الصفحات 192
عدد الأجزاء 1
الغلاف ورقي
القياس 17x24
توفر الكتاب: نافد الطبعة
المصدر: لبنان
$10.00

التقييم والمراجعات