لم يكن راينر ماريا ريكله متكيفاً وحقبتنا. ولم يفعل هذا الشاعر الغنائي الكبير سوى أن قاد الشعر الألماني إلى الكمال لأول مرة في تاريخه. لم يكن إحدى ذرى عصرنا هذا، بل واحداً من تلك الأعالي التي يسير عليها مصير الفكر الإنساني من عصر إلى عصر.
إنه ينتمي إلى السيرورة الطويلة الأمد للتراث الألماني لا إلى راهنه... ولا يحتاج المعنى (في أبيات ريلكه)، حتى ينمو، إلى الاحتماء بجدار آية أيديولوجية، ولا أية نزعة إنسانوية، ولا أي نظام فكري، بل هو ينبثق بلا دعامة، من أية جهة كانت، معلقاً هكذا، ومعهوداً به دوماً، وبمنتهى التحرر، إلى حركة الفكر.
وهذا هو الجزء الثالث من ترجمة المجموعات الشعريّة الكاملة التي أصدرها بالألمانيّة والشّاعر النّمساويّ راينر ماريا ريلكه Rainer Maria Rilke (1875- 1926) وأشرف على طبعها بنفسه.
Share message here, إقرأ المزيد
سونيتات إلى أورفيوس يسبقه مراثي دوينو وقصائد أخرى - الآثار الشعرية الجزء الثالث