لايتناول الكتاب دراسة تراث تولستوي الأدبي كله، بل يشتمل على فترة نشوئه الأدبي وكتاباته الأولى حتى سنوات الثمانين، وقد اعتمدنا في تحليلنا أسلوبه الأدبي بصورة خاصة على روايتي ( الحرب والسلام ) و ( آنا كارنينا ) نظراً لأهمية هاتين الروايتين في انتاج تولستوي ولنضوج أسلوبه وتكامله فيهما بشكل واضح وبارز من جهة، ولاطلاع القارئ العربي عليهما لتوفرهما بين يديه من جهة آخرى. درسنا أدب الكاتب في ارتباطه بالمرحلة التاريخية التي عاشها باعتبار الأديب ابن عصره، يتأثر بالوضع الاجتماعي القائم ويؤثر فيه. وقد كان تولستوي شديد التأثر بالأحداث التي مرت على روسيا والهزات الاجتماعية والأزمات الفكرية التي تعرضت لها. ونلاحظ طابع الحقبة التاريخية في كل عمل من أعماله الأدبية ولا سيما بعد سنوات الثمانين، فقد تعرض لأزمة فكرية حادة هزت وغيرت آراءه وتركت أثراً واضحاً في أسلوبه وتفكيره.