ما الذي يحرك الصراع الجماعي في البحرين؟
يجيب الكتاب على هذا السؤال بإرجاع الصراع إلى "طبائع الاستملاك"، التي تحرك التنافس الجماعي على استملاك ما هو عام ومشترك بين الجميع، وما لا يمكن استملاكه حصرياً من ميدان القيم والدولة والمنافع والخيرات العامة. وترجع طبائع الاستملاك وما تثيره من صراع محموم إلى اعتقاد خاطئ بندرة ما هو موجود من خيرات ومنافع عامة مادية أو رمزية، بل إن ضراوة هذا النوع من الصراعات لا يمكن فهمها إلا بافتراض أن هؤلاء الفاعلين يتنافسون على منافع وقيم وخيرات شديدة الندرة إلى درجة أن امتلاك جماعة لها يعني حرمان الآخرين منها، فيتعين على كل جماعة أن تدخل في صراع مرير مع الجماعات الأخرى من أجل الحصول على هذه المنافع والقيم والخيرات، واستملاكها بصورة حصرية، لأن الزهد في استملاكها لن يمنع الآخرين من المبادرة إلى استملاكها وحرمان الآخرين من التمتع بها. والحال أن ميدان القيم ميدان عام ومشترك ويتسع للجميع "في موعد النصر"، كما إن مجال المنافع والخيرات العامة مجال عام ومشترك وموكول أمر حمايته وحسن توزيعه إلى هيئة جماعية تنازل لها الجميع، وأطلق عليها اسم الدولة.
Share message here, إقرأ المزيد
طبائع الاستملاك : قراءة في أمراض الحالة البحرينية