كيف يتسنى لنا تجميع قول في "الإسم والمسمى"، من خلال تتبع شذرات وإشارات حول الألفاظ والمعاني ولواحق القول فيها، ضمن مصادر متكثرة، لا يخصّها أصحابَها بتصوَر نسقي اسمي متكمل ومستقل بذاته من جهة، ولا تتأطر ضمن نسق فكري لفيلسوف واحد، بل تتوزع على أنساق فكرية متغايرة نهجاً ومضموناً، ومتباعدة زماناً من جهة ثانية، ويتجاذبها من الملامح الفكرية ما كان تيولوجيا وفلسفياً، كلامياً وعقدياً، فقهياً ومنطقياً من جهة ثالثة...؟!!.
وكيف لنا ضمن هذه التفرّعات، وضمن هذا الكم المعقّد من أمّهات الكتب الفلسفية والكلامية والفقهية مقابل ندرة البحوث المتناولة لها بالتحليل والنظر، أن نطمح إلى ظفر بخيط ناظم وإلى إعادة ترتيب للمسائل الإسمية ألفاظاً، ومعاني، دوالاً، ومدلولات، إشكالات، وحلولاً، وفق تصوّر نسقي يكشف عن كيفية تطورها في الفلسفة العربية الإسلامية الوسيطة على إمتداد قرون؟!!.
وإذا ما تخيرنا إشتغالاً على كتاب "المقصد الأسنى" للغزالي منطلقاً - "نواة" لبحثنا حول مسألة "الإسم والمسمى" - باعتبار ما يجمعه من إختزال لفكر سابقيه حول النظر في علاقة الالفاظ بالمعاني من ناحية أولى، وما يتضمنه من كشف عن مقاصد أبي حامد من ناحية موازية - في إتجاه قراءة إرتدادية إلى حدود الفارابي وابن سينا، فلسفة، وإلى نماذج من متقدمي ومتأخري المعتزلة والأشاعرة، كلاماً، دون إغفال لما بدت عليه ملامح الأشكال اللفظي في العلوم العربية والشرعية عموماً، فكيف لنا أن نظهر ما كان من تبعات نظرية، وعملية، حوّلت الأصول النظرية لعلم الكلام، وغيّرت من مجال إهتمام الفلسفة على حدّ السواء؟...
إنه، من هذا الهاجس الفلسفي تحديداً، تخيّرنا، إنتصاراً للقول فيه عن الصمت عنه، إشكالاً اسمياً فلسفياً، يتراوح بين المقول واللامقول، بين المعلن منه والمسكوت عنه، إمتثالاً لما يقضي به البحث الفلسفي من مباشرة ذاتية لبعض الأصول، ومن مكابدة لما انغلق منها على المفهوم، تطلعاً لرهانات نظرية وعملية قد تكشف عن إضافة ممكنة، وعن مطامح وإنتظارات...
Share message here, إقرأ المزيد
فلسفة اللغة والمعنى بين التوفيق والوضع والتأويل