سمّها أسلوبيّةً بنيويّةً أو أسلوبيّةً ما قبلَ بنيويّة، وارفعها إلى "ريفاتير" أو "ليو سبيتزر" أو "شارل بالي"، إنّك لن تغيّر في ما تصف شيئاً، فأنت ترى ملمحاً من ذا وآخر من ذاك، ولكنّك ترى في ما ترى ما هو أبعد من ذاك ومن ذا... ترى أسلوبيّةً "علويّة هاشميّة" تذوب فيها اللغة صفاءً، وفيها يذوب الفكر والروح... يذوبان في صفاء.
تلك هي أسلوبيّة "الهاشميّ"، أسلوبيّة يرتاد بها صاحبها النصّ الشعريّ بــ "ثنائيّاته الضدّيّة"... بـ "ملامحه المتميّزة"... بـ "الكلمات المفاتيح"... "الإنزياح"... "التشبّع"... "عناصر المفاجأة"... وكلّ ما من شأنه ان يُشعِر بحضور أبي الأسلوبيّة البنيويّة "ميشيل ريفاتير".
ولكنّ أسلوبيّة "الهاشميّ" تمنح مّما هو قبل ذلك، تمتح من حسّه النقديّ، الحسّ الّذي يسبق المنهج ويقود إليه، ويسبق الفكر العلميّ ويقود إليه.
الحسّ النقديّ عند "الهاشميّ" مجسّاتٌ دقيقة... المجسّات ترصد التماعاتٍ... الإلتماعات تكبر على يد النقد وتكبر حتّى يتحوّل النصّ معها إلى فضاءٍ يشعّ بالدلالات.
و"الهاشميّ" لا يلزم نفسه بما ألزم به نفسه "ريفاتير" من علاقةٍ بين المرسِل والمتلقّي، بل يوسّع دائرة التلقّي، ويضع أمام المتلقّي شعراً جميلاً يزهو بين يديه، ويولّد مرّة ثانيةً على يديه.
Share message here, إقرأ المزيد
الأسلوبنيوية في الشعر السعودي الحديث : مقاربات نصية لتحولات البنية أسلوبياً