يمثل هذا الكتاب محاولة جادّة لإجراء تحليل كامل لبواعث حكّام الخليج العربي للتأثير في موقف القوة العظمى من القضية الفلسطينية وتعديله. وقد زعم العديد من المنظّرين أن هؤلاء الحكّام تصرّفوا بدافع تلافي انتقادات شعوبهم أو الترويج لأنفسهم بأنهم قادة عظام، أو الأمرين معاً. لكن هؤلاء المنظّرين لم يقدموا أدلة تدعم هذه التفسيرات. يمكن أن تركّز دراسات أخرى على تأثير أحداث فلسطين في الوضع الداخلي في الخليج ومقارنته بما تحدثه من تأثير في البلدان العربية الأخرى؛ فثمة افتقار إلى التحليلات المقارنة في هذا الموضوع في أدبيات الوطن العربي المعاصر.
يضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع أن تدرك، تماماً، قوة الموقف السعودي إزاء فلسطين، كما يوضح العديد من الحوادث المعاصرة؛ قال أنتوني كوردسمان (وهو مؤلف على إلمام وخبرة واسعة في العلاقات الأمريكية – السعودية) عندما تولّى ريغان الرئاسة في سنة 1981 "على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تتعلّم، مرة أخرى، أن الاهتمام السعودي بالقضية الفلسطينية ليس إيماءة شكلية، وإنما التزام سياسي أساسي". لكن كل إدارة أمريكية جديدة تبدأ بموقف غير مبالٍ، لتتعلم من جديد أن السياسة السعودية تأتي استجابة لقوى القومية العربية.
Share message here, إقرأ المزيد
فلسطين ودول الخليج العلاقات الفعلية