يشكل كتاب "كونيات" للدكتور نايف الجهني "تأملات في الوجود الشعري" وينطلق من سؤال: كيف نقرأ الشعر، وفي الإجابة عن هذا التساؤل يعرض المؤلف عبر جملة من المقالات سبيلاً لمعرفة ماهية القراءة الإبداعية، التي يمكن من خلالها أن تكون قراءة الشعر ككتابة.
وفي هذا السياق ينظر المؤلف في المصطلحات التي تنتمي للشعر، أو يخوض الشعر في غمارها كل معاركه الفكرية والوجدانية، تلك المعارف النازفة بالمشاعر والتأملات الروحية التي تؤتي ثمارها في وجدان الفرد مواسم بهجة وإنفتاح على العالم.

يعتبر الدكتور نايف الجهني أن قراءة الشعر، ككتابته، عملية غير واضحة المعالم، ولا يمكن تحديد بدايتها أو نهايتها، وفي ضبابيتها الجميلة تضيع الصور أو تكاد تكون متداخلة للدرجة التي تفقد فيها صورته الثابتة أو النمطية، بحيث تظهر بين الحين والآخر لتثير في نفس القارئ حالة من اللامعنى أو اللاإدراك النهائي، أو اللذة في القراءة؛ وهذا ما يريده الشعر أو ما يجب أن يكون عليه، سواء حين يقرأ أو حين يكتب...".

ينطوي الكتاب على جملة من المقالات النقدية في بيان مفهوم الشعر وقراءته وكتابته مع نبذة مختارة لبعض الشعراء ومؤلفاتهم الشعرية، وقد توزعت إهتمامات المؤلف للحديث عن: ما هو الشعر؟... تاريخ الشعر... الشعر والتأمل... الشعر والعلم... الشعر والأسطورة... الشعر والرواية... الشعر والصحراء... الشعر الوثائقي والشعر في الأدب التفاعلي - الشعبي... والإبداع الشعري الحر... والطبيعة في الشعر وغيرها من عوالم الشعر والشعراء...