لسان العرب
توفر الكتاب: نافد الطبعة
المصدر: لبنان
$70.00
نبذة

يقول ابن منظور في مقدمة كتابه أنه لما كان له شغف كبير بمطالعات كتب اللغة والإطلاع على ‏تصانيفها، وعلل تصاريفها، لم يجد في كتب اللغة أجمل من كتاب تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن ‏أحمد الأزهري، ولا أكمل من المحكم لأبي الحسن علي ابن اسماعيل بن سيدة الأندلسي، وهما من أمهات ‏كتب اللغة على التحقيق، غير أنه وجد بأنهما من الصعوبة بمكان الاستعانة بها، إذ أن المؤلف فيهما قد ‏أخّر وقدّم. وقصد أن يعرب فأعجم إذا أنه يشتت الذهن بين الثنائي والمضاعف والمقلوب ويبدو الفكر ‏بذكره اللفيف والمعتل والرباعي والخماسي... فضاع المطلوب في الوصول إلى المعنى المقصود، فأهمل ‏الناس أمرهما.

وليس ذلك إلا بسبب سوء الترتيب. وتخليط التفصيل والتبويب. ولكنه ابن منظور اطلع ‏على مختصر الجوهري لأبي نصر اسماعيل بن حماد الجوهري – فرأى أنه أحسن ترتيب مختصرة، فذاعت ‏شهرته لسهولته، فاستعان به الناس كمعجم للغة، وتداولوه وتناقلوه، إلا أنه، وكما رأى، أن الجوهري في ‏مختصره هذا قد صحّف وحرّف، وجزف فيما صرف، فأتيح له الشيخ أبو محمد بن بري لتتبع ما فيه، وأعلى ‏عليه أماليه، مخرجاً لسقطاته، فورخاً لفلطاته، من هنا انبرى ابن منظور مستخيراً الله تعالى في جميع ‏ترتيب الصحاح ضمن أبواب وفصول، مضيفاً إلى الأهل مجموعة من الأخبار وجميل الآثار، إلى جانب ‏ما فيه من آيات القرآن الكريم، والكلام على معجزات الذكر الحكيم؛ ليتحلى بترصيع دورها عنده، ويكون ‏على مدار الآيات والأخبار والآثار والأمثال والأشعار حلّه وعقده [...] ثم ليمكن على كتاب "النهاية" لأبي ‏السعادات المبارك بن محمد بن الأكير الجزري، فيهذبه، واصفاً الكلمات في محلها، مراعياً زوائد حروفها من ‏أصلها، واصفاً كلاً في مكانه، مع برهانه، وعليه ومع جمعة لهذه الكتب في كتابه هذا، حق أن يأتي ‏عظيماً بما اشتمل عليه في العلوم، غني بما افتقر غيره إليه، جامعاً في اللغات والأدلة والشواهد مالم يجمع ‏مثله، لأن كل واحد من هؤلاء العلماء انفرد بناحية وبأمور لغوية أو غيرها ضمنها كتابة، وبكلمة سمعها ‏من العرب شقاهاً، ولم يأت بكتابه بكل ما في كتاب الآخر من هؤلاء، فكان عمل ابن منظور في كتابه ‏هذا بالغ الأهمية بحجمه ما تفرق، فانتظم بهذا الجمع شمل تلك الأصول، دون أن يدّعي بأنه هو من سمع ‏أو فعل أو صنع أو أو...أو نقل عن العرب الرياء، فكل هذه الدعاوي لم يترك فيها صاحبي الكتابين اللذين ‏رتبهما كتابه هذا (الأزهري وابن سيدة) لقائل مقالاً، فقد عينا في كتابيهما عمن رويا مع البرهان، وإلى ذلك ‏فقد رتب ابن منظور كتابه هذا لسان العرب كما رتب الجوهري صحاحه إلا أن الأزهري كان قد ذكر في ‏أواخر كتابه، فصلاً جمع فيه تفسير الحروف المقطعة التي وردت في أوائل سور القرآن الكريم، لأنه ينطق ‏بها مفرقه غير مؤلفة ولا منتظمة، فترد كل كلمة في بابها، فجعل لها باباً بمفردها، إلا أن ابن منظور عمد ‏إلى ذكرها في صدر كتابه لفائدتين (كما ذكر): أهمها، مقدمها وهو التبزن بتفسير كلام الله تعالي الخاص ‏به، الذي لم يشاركه أحد فيه إلا من ترك بالمنطق به في تلاوته، ولا يعلم معناه إلا هو، فاختار الابتداء به ‏تبركاً. والثانية أنها إذا كانت هذه الحروف القرآنية المقطعة كانت أقرب إلى كل قارئ ومطالع وباحث مما ‏لو كانت في آخر الكتاب، لأن العادة أن يبادر القارئ إلى أول الكتاب ليطلع عليه، ويكشف عن تربية، ‏وغرض مصنعه، وقد لا يتهيأ له النظر في آخر... من أجل ذلك رأى ابن منظور أنه في الأفضل ‏الاستهلال بالفصل الذي جاءت فيه هذه الحروف القرآنية المقطعة في المقدمة.

والآن هذه ترجمة مختصرة ‏للإمام العلامة ابن منظور قال الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوفي في كتابه. "بغية ‏الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة فيمن اسمه محمد: محمد بن مكرم بن علي وقيل رضوان بن أحمد بن أبي ‏القاسم بن حبقة بن منظور الانصاري الأفريقي المصري جمال الدين أبو الفضل صاحب لسان العرب في ‏اللغة الذي جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية. ولد سنة 630 هـ وسمع ‏من ابن الحقير وغيره وجمع وعمر وحدّث واختصر كثيراً من كتب الأدب المطولة كالأغاني والعقد ‏والنضيرة ومفردات أبن البيطار، ونقل أن مختصراته خمسمائة مجلد. وكان صدراً رئيسياً فاضلاً في الأدب ‏مليح الإنشاء روى عنه السبكي والذهبي. وقال تفرد بالغوالي. وكان عارفاً بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة ‏واختصر تاريخ دمشق في نحور بععه. كانت وفاته سنة 711 هـ. ‏

تفاصيل الإصدار
دار النشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
سنة النشر 2015
اللغة عربي
عدد الصفحات 4409
عدد الأجزاء 4
الغلاف فني
القياس 17x24
توفر الكتاب: نافد الطبعة
المصدر: لبنان
$70.00

التقييم والمراجعات