وتكمنُ أهمية هذا الموضوعِ في دراسةِ الوجودِ العربي الإسلامِي في شبهِ الجزيرةِ الإيبيريةِ، وتخليدِ المنجزاتِ الحضاريةِ التي قام بها العرب المسلمون في تلك البلادِ، وتعد الأخشاب إحدى المدخراتِ المهمة لما فيها دور كبير في تطويرِ النشاطِ الاقتصادِي، فضلاً عن الازدهار الحضاري الذي شهدته الدولة العربية الإسلامية في الأندلس المتمثلة في بناء العديد من المدن وظهور الكثير من الصناعات، وتزايد أعداد السكان وكثرة متطلبات الحياة أدت إلى الحاجة الماسة لمقومات منها الأخشاب بشكل كبير. إن وجود أعداد كبيرة من الغابات والأشجار المتنوعة في أماكن مختلفة لتلك البلاد، سهّل عملية الإنتاج والصناعة من خلال تنقلهم بين مدن الأندلس المختلفة ونقلهم الأخشاب عن طريق النقل البري والنهري والبحري، حيث اُستخِدمت الأخشاب في مجالات مهمة جداً منها الأدوات الزراعية بشكل أساسي، فضلاً عن استخدامها في الصناعات الأخرى المنزلية وأماكن الدولة المختلفة من بناء، تمثلت في المساجد والقصور والمنازل العامة للسكان والجوانب العلمية والثقافية من مكتبات وأماكن التعليم لكونها عنصر أساسي في البناء.