أجمل التاريخ كان غداً
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 4-8 أيام عمل
المصدر: لبنان
$30.00
الكمية
نبذة

ليس أمراً سهلاً على من إعتاد على النطق بالكلمة المسموعة أن يضع كتاباً بالكلمة المطبوعة، في البدء كان ‏الكلمة، أي الكلمة المنطوقة قبل الكتابة، وفي هذا جدل فلسفي قديم وحديث، حيث يمكن اختصار ذلك الجدل ‏بالقول إن الفرق بين الكلمة المنطوقة والكلمة المطبوعة هو كالفرق بين الروح والجسد، فإن لم يكن الخطاب ‏الشفهي نصّاً جاهزاً، فإن أي نصٍّ لا يستطيع أن ينقل أي خطاب.‏ ‎

‎ في الفكر الإغريقي القديم، عندما بدأ التدوين في الكتب، خاف المفكّرون أن تُلغي الكلمة المكتوبة الكلمة ‏المسموعة التي هي أصل التعبير عن الأفكار، ما يشبه اليوم عكسه في بلادنا من خوف على الكلمة المكتوبة ‏بأن تلغيها الوسائل الشفهية المرئية والمسموعة، وفي الحالتين: كما أثبتت التجربة الإغريقية القديمة، الأمر ‏ليس كذلك، ويمكن اختصار الحالة القديمة ببيت من الشعر مؤاده: "ما كان يُحكى لم يعدّ... يَحكي... بعدما ‏كُتبنا".‏ ‎

‎ فقد أقيم الميزان الإغريقي القديم على الإبداع في الكلام المسموع بإبتكار الفن المسرحي القائم على الأداء ‏بالنطق، وتطوير فن الخطابة والبيان الذي بقي تدريسه قائماً في الكليات والجامعات حتى منتصف القرن ‏العشرين، وأيضاً إحتضان ورعاية الفنون الشعرية على إختلافها.‏ ‎

‎ وفي كثير من فصول هذا الكتاب تنضح ملامح من تلك الجدليات الفكرية القديمة والحديثة في سياق البحث ‏عن جوهر الأزمة اللبنانية في إطار مسألة الوجود اللبناني التي في جوهرها يكمن الإبداع في المسموع ‏والمكتوب، بين الكلمة الدافقة من الداخل (الروح)، وبين النصّ المنسوج من الخارج من خيوط متعددة الألوان ‏والأشكال (الجسد).‏ ‎

‎ إنه البحث في قصور الكيان اللبناني الراهن، حتى في مفهوم "نهائيته"، أي فكرة الوطن النهائي لجميع أبنائه، ‏عن تجسيد روح الوجود اللبناني، فليس حتى الآن تطابق بأي درجة من الجديّة الصارمة بين "الفكرة ‏الكيانية" و"الفكرة الوجودية"، أي بين الجسد والروح في المتخيّل الأبعد، وربما الأصلي.‏ ‎

‎ يستمدُّ الكتاب جدليته في هذا الإطار من تجربة مديدة وفريدة امتدت طوال قرن من الزمن وما زالت تتلمسّ ‏خطى مسارها الأصلي في مسالك وعرة، إنها ليست تجربة طارئة، أو وافدة، أو هجينة، بل هي نقطة النقاء ‏بين ظلال الماضي، وحضور الحاضر، وإمكانيات المستقبل.‏ ‎

‎ إنه نوع من المراجعة في فهم القضايا الأساسية للوطن والشعب والدولة، من منطلق أن عدم مراجعة الفهم، أو ‏إعادة الفهم، لمعنى الماضي، من شأنه أن يغلق إمكانية التاريخ ذاته، بمعنى أن الماضي لا يصبح ماضياً ما لم ‏تنشأ إرادة عامة وموثوقة لجعله يمضي ويفتح الطريق إلى حياة جديدة.‏ ‎

‎ في هذا الكتاب سؤال: ما هو الكيان من غير مشروع إنساني يعطيه معنى؟... الجواب عند اللبنانيين أنفسهم.‏

تفاصيل الإصدار
دار النشر دار سائر المشرق
سنة النشر 2020
الترقيم الدولي 9786144511602
اللغة عربي
عدد الصفحات 815
عدد الأجزاء 1
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 4-8 أيام عمل
المصدر: لبنان
$30.00
الكمية

التقييم والمراجعات