هذا الكتاب جوهر من الجواهر العظام التي أشرقت نورها كما شمس التمام، فقد تضمن هذا الكتاب خواص الآيات والأعمال والطلاسم والعزائم الواردة في جمع شمل المحبين والمتنافرين، ولجلب العاشقين، من محبة ورفاق وإنسجام، وجمع القلوب وتسخيرها.
فقد كانت فوائد هذا الكتاب عظيمة وكثيرة، لما حوته من تعاليق بخطوط العلماء، من الكتب الجليلة، فأحببت أن أجمع ذلك ليحصل النفع به، وليسهل الإنتفاع به على من أراد من الأنام، أحسن الله تعالى لناوله المبدأ والختام، وقد سميته: "الجوهر الثمين في جمع شمل المحبين"، فكان اسماً على مسمى.
ففي هذا الكتاب تنكشف للعارف به غوامض الأسرار، وتجري على وفق إرادته بمشيئة الله الأقدار، ويستخدم به من وفّقه الله تعالى الأملاك الروحانية، وتجيبه بإذن الله عزّ وجلّ الأرواح النورانية، ويقهر به مردة الجن والشياطين، فيا له علماً شفّا قلوب الطالبين بحبه واحتجب عن فهم المحرومين بكشائف حجبه، وما توفيقي إلاّ بالله تعالى عليه توكلت وإليه أنيب.