هو سلم بن عمر وبن حجاب بن عطاء بن ياسر، وأجداده من موالي بني تميم بن مّرة، ثم موالي أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بصريّ، قيل أن أصله من جحر. قدم بغداد، ومدح المهدي والهادي، وإختصّ بالرشيد والبرامكة ويكنّ أبا عمرو. لم تتحدث مصادر ترجمة عن سنة ولادته، ولا عن نشأته، بل بدأت بذكر تلمذته لبشار، ومصاحبته لإبراهيم الموصلي ولأبي عناهية، وزهده بالمال، والإنشغال عنه بما تشتهيه نفسه، لا سيما حكاية رفضه لما ورثه عن أبيه، ومقداره مئة ألف درهم، وإستبدل به دفاتر شعرٍ كانت عند أبيه، فلقّبه الجيران بالخسران، وقيل غير ذلك في هذا الحكاية وكان من سبب غضب أستاذه بشار عليه أن بشاراً عندما قال القصيدة التي فيها هذا البيت: [من راقب الناس لم يظفر بحاجته... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج]. نظر سلم بمعنى هذا البيت، فسلخه، وحبله في قوله: [من راقب الناس مات غمّاً... وفاز باللذة الجسور] فذهب بيت بشار، وسار بيت سلم هذا مسار النار في الهشيم، ولا يزال من روائع الحكم التي يردها الكثيرون حتى يوم الناس هذا، أما وفاته، فأن جلّ المصادر التي ترجمت له جعلته في ضمن وفيات سنة 186 ه في زمن الرشيد.
وبالعودة فإنّ ديوان سلم قوامه نحو مئة وخمسين ورقة ولكن هذا الدين لم يصل إلينا، وما وجد المحقق له ذكراً في فهارس المكتبات التي تعنى بالحفاظ على المخطوطات حتى عثوره على كتاب "شعراء عباسيون" لفرن غرونباوم الذي جمع المستشرق في شعره في العصر الحديث، هذا المستشرق النمساوي، ثم قام بترجمتة د. محمد يوسف نجم معيداً تحقيق نصوصه، والزيادة عليها ليصار من ثم إلى مراجعة هذا العمل من قبل د. إحسان عباس بعنوان "شعراء عباسيون" والذي ضم إلى جانب شعر سلم وشعر مطيع بن إياس وشعر أبي المشقمن. ورغم تلك الجهود، فإن هذا العمل ظل ناقصاً، فجاءت إستدراكات عليه لمجموعة من المحققين والدارسين والتي إمتازت بالتدقيق والتحقيق.