كان قرار الملك يقضي بأن يتولّى أولاده جميعهم إدارة شؤون البلاد بعد موته، لكن كيف يحصل ذلك؟ وعلى أيّ أساس؟ ووفق أيّ ترتيبات؟ عندما لا يمكن تسليم إدارة البلاد لشقيقَين في وقتٍ واحدٍ، فكيف لخمسة وعشرين أخًا أن يشتركوا في ذلك؟! في هذه النّقطة بالذات، يأخذ ملكنا منحىً يميّزه عن الملوك الآخرين، وبعبارة أخرى، يظهر الجانب الإيجابيّ أو المختلط، أو المعتدل أو العاديّ لديه، فوجهة نظره كانت:
«يجب أن يملك النّاس حقّ الانتخاب، وأن يشاركوا في تقرير مصيرهم وإدارة أمور بلادهم، إنه حقّ طبيعيّ ومسلّمٌ به للناس أن ينتخبوا الشّخص الذي يحبّونه، ويرونه الأجدر من بين أولاد الملك».
النّاس الذين كانوا حتّى ذلك الوقت - أي زمن صدور قرار الملك أو وصيّته - محرومون من أيّ شكل من أشكال الانتخاب، ولم يكن أمامهم إلّا الخضوع لملك يَفرض عليهم ما يريد، راحوا يرقصون ويدبكون فرحًا، لكن في سرّهم، وتوجّهوا بالشّكر الجزيل للملك على إعطائهم هذا الحقّ.
Share message here, إقرأ المزيد
الديموقراطية أو الديموقراضية