طرفة بن العبد هو واحد من النخبة الأولى من الشعراء المتقدمين الذين عبّروا عن عواطفهم وأفكارهم. فكان ذلك بمثابة "نزعات فكرية" أو ما يمكن تسميته بـ"المثالية الخلقية" في نظرته للإنسان وما ينبغي أن يكون عليه، في شعر علقت به النفوس، والمتأمل في قراءة شعره يجد التعمق في مستوى التفكير السليم، والوعي الأخلاقي الذي ميّز شعره، وعلى هذا النحو، كان شعره قدوة: في سداد الرأي، وصفاء النفس، ونقاء الضمير، وفي هذا-أيضاً-أحد السبل المؤدي إلى إدراك قيمة التأمل المستمد من ضمير الوجدان الأخلاقي بدافع الفطرة، وهو ما عبّرت عنه الفلسفة الإسلامية-فيما بعد بـ"أحكام العقل النظري".
على ضوء كل ذلك يمكن القول بأن هذا الديوان الذي نقلب صفحاته قد جاء تقديراً للمستوى الفكري وإظهاراً للقيم الجمالية في شعر هذا الشاعر، وما أكثرها وأشدها وقعاً في النفس.
Share message here, إقرأ المزيد
شرح ديوان طرفة ابن العبد - سلسلة شعراؤنا