مما لا شك فيه أن العقم يشكّل بالنسبة للزوجين مشكلة عاطفية وإجتماعية بقدر ما هو مشكلة طبية!...
وفي العشر سنوات الماضية ارتفع الطلب بشكل واضح على خدمات العيادات الخاصة بالعقم وازداد الإهتمام الشعبي بالتطورات العلمية ووسائل التقنية الحديثة التي لعبت دوراً مهماً في تشخيص العقم وفي معالجته؛ هذا من جهة، ومن جهة أخرى حدثت في السنوات الأخيرة تبدلات واسعة اجتماعية وديموغرافية أدّت لإبراز مشكلة العقم إلى حيّز الوجود بشكل أوضح.
من هذه العوامل نذكر التغيرات الهامة في دور المرأة في المجتمع، وتقدّم سن الزواج وتأخير الإنجاب، وتأثير الأوضاع الإقتصادية المتبدلة، وازدياد انتشار الأمراض المنتقلة بالجنس.
إن الهدف الذي نسعى إليه في معالجة حالات العقم لا بدّ أن يشمل الأمور الأساسية التالية:
أولاً: البحث عن أسباب العقم.
ثانياً: إيصال المعلومات الطبية الدقيقة للزوجين وإزالة المعلومات الخاطئة عندهما.
ثالثاً: الدعم المعنوي والعاطفي للزوجين اللذين يواجهان هذه المشكلة وما تتطلّبه من تحريات خاصة.
وهذا الكتيّب الذي هيأتْه لك أسرة تحرير "طبيبك" يطرح المشكلة ويناقشها من جوانبها كافةً بشكل واضح ومبسّط كما هو شامل ودقيق، مبتدئاً بطبيعة تركيب الأعضاء الأساسية المسؤولة عن التناسل، وما يمكن أن يصيبها من أمراض أو أعطال، ثم الطريقة التي يسلكها الطبيب لتحري هذا المرض أو العطل.
بعد ذلك يعطي الكتاب فكرة عن معالجة الحالات المختلفة التي تؤدي للعقم، وواضح أن هذه المعالجة لا يمكن أن يتلقاها المريض من كتاب، بل لا بد أن يصفها له الطبيب الذي يعرف ملابسات كل حالة.
ويختم الكتاب فصوله بما يعلّقه من آمال على مستقبل معالجة حالات العقم، وما يمكن أن تقدمه التقنية الحديثة في الطب لتحقيق الصحة والسعادة لكل زوجين.