فتى يافعًا كنت حين حلّقت في فضاءات الجبهة المعنوية والروحية خلال المعارك المختلفة ببردها وقيظها وفى ثلجها ومطرها، أنست روحي بالعطش والجوع، وبالدماء والقذائف والشهادة، وبالدخان والنيران والاستقامة الآن وقد وضعت الحرب أوزارها وقضى خيرة رفاقي نحبهم شهداء، ها أنا ذا أقع مع بعض رفاقي في الأسر.. .. باستشهاد عامل الإشارة انتهت آخر مكالمة لي مع الحاج قاسم وبذلك انقطع ارتباطنا بالمقر الخلفي للكتيبة . فبعد الآن لن أسمع صوت حبيب حبيب" العذب. آخر خيط كان يربطني في العالم المادي بالحاج قاسم انفصم، لكن قلبي كان لا يزال يسمع صدى ندائه. كنت أعلم أن الحاج صاحب العاطفة المرهفة من حيث هو قلق علينا الآن.. الله يعلم كم مرّة ناداني: "معروفي! معروفي! حبيب الله يعلم أي أفكار راودت ذهنه. إلا أن قطع الاتصال في تلك الظروف كان يعني احتمال وقوع أي خطب ممكن!
Share message here, إقرأ المزيد
شباب الحاج قاسم - سلسلة سادة القافلة 48