يقدم هذا الكتاب خلاصة وافية بأفكار تشومسكي، وتطوراتها، وخلفياتها الفلسفية في مكان واحد، ويناقش في ثنايا ذلك كثيرًا من الانتقادات الموجهة لبعض أفكار تشومسكي، ويُبيِّن ما فيها من سوء فهم وعوار. ولم يُخف المؤلف منذ البداية أنه يتخذ وجهة نظر مؤيدة تأبيدًا تامًّا لتشومسكي، مبينًا أن ذلك لم يؤد إلى أي تحريف أو تشويه في الموضوعات التي ناقشها في الكتاب. من المتوقع من أي مترجم حينما يترجم كتابًا أن يبدأ بذكر مبرراته لاختيار ذلك الكتاب بالذات. ولن أجد ما يمكن أن أبرر به ترجمتي لهذا الكتاب، فأحث به القارئ على قراءته، أكثر من القول: "إن كنت ترغب في فهم تشومسكي فاقراً هذا الكتاب. واعلم أنك إن فهمت تشومسكي، فإنك ستفهم جانبًا كبيرًا من المسائل العلمية والفلسفية التي نوقشت بجدية في القرن العشرين، لا سيما في مجالات فلسفة اللغة، وفلسفة الذهن، وفلسفة العلم، بالإضافة إلى المجال الأساسي الذي انطلق منه تشومسكي نحو هذه المجالات، وهو مجال اللسانيات. وكلا هذين الأمرين - كون الكتاب سيعينك على فهم تشومسكي، وكون فهم تشومسكي سيعينك على فهم جانب كبير من مسائل العلم والفلسفة في القرن العشرين - ستجد شواهده ظاهرة جلية عندما تقرأ الكتاب. ولقد استطاع المؤلف أن يقدم استعراضًا متكاملًا، على وجازته، لمسيرة النحو التوليدي منذ انطلاقته الأولى حتى مراحله الأخيرة. ومن الجوانب المهمة التي استطاع الكتاب أن ينجح في تحقيقها، في نظري.
Share message here, إقرأ المزيد
تشومسكي : دليل الحائرين