يَجْمَع الدكتور علي جميل حرب ما بين الفكر الهندسي والفكر القانوني، وإذا اجتمع الفكران وتناغما أنتجا إبداعاً في حقل المعرفة، ويبدو أن إهتمامه منذ أن كان على مقاعد الدراسة في كلية الحقوق، ومنذ أن أعدّ دراسته الأولى عن المحكمة الجزائية الدولية، ثم دراسته الثانية عن الجزاء الدولي قد جعل منه شخصية قادرة على إكتناه أسرار علم الإجرام والجزاء الذي شغل النفوس والأوطان وأربك العلاقات الدولية في السنوات الأخيرة.
وأسلوبه في العرض والتحليل يتميز بالوضوح والسلاسة والمعلومات الغزيرة والمراجع الحديثة، وموضوع كتابه الراهن يشهد بذلك، ويشير إلى حديث جديد أو مُستجد على الصعيد الدولي.
فقد طرأ في العصر الحديث على إلتزامات الفرد في الحروب تغير جوهري إهتم به القانون الدولي العام المتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ويتلخص هذا التغير في أن الإذعان لأوامر القادة لا يُعتبر مبرراً كافياً لإعضاء الفرد من مسؤولية إقتراف هذه الجرائم.