أنا الكاملة المكمّلة، تُضرَب الأمثال في حُسني، وجمالي، وكمالي، وبهائي!
نبَّهها القاضي بضرورة التزام الصمت، وإلَّا غرامة بتهمة إهانة المحكمة. ردَّت: وماذا تسمّي أكاذيب هذا الكلب؟! أَليست إهانة؟
شعر القاضي، أنَّ ليس فقط حبله سيفلت، ولكن حبالاً كثيرة قد تتقطَّع، وهو يتذكَّر قول المعرِّي لمَنْ وصفه بالكلب: الكلب مَنْ لا يعرف أنَّ للكلب سبعين اسماً. هذا المحمّد الغريب بالكاد يعرف اسماً واحداً!
طلب القاضي، مضطرّاً، إخراج صالحة من الغرفة. على الأرجح لم يسمعها، أو أنه سمعها تقول: محكمتكم مثل وادي عارة، يقطع فيه الطريق، وتجاهل القول.
أنا الكاملة المكمّلة، تُضرَب الأمثال في حُسني، وجمالي، وكمالي، وبهائي!
نبَّهها القاضي بضرورة التزام الصمت، وإلَّا غرامة بتهمة إهانة المحكمة. ردَّت: وماذا تسمّي أكاذيب هذا الكلب؟! أَليست إهانة؟
شعر القاضي، أنَّ ليس فقط حبله سيفلت، ولكن حبالاً كثيرة قد تتقطَّع، وهو يتذكَّر قول المعرِّي لمَنْ وصفه بالكلب: الكلب مَنْ لا يعرف أنَّ للكلب سبعين اسماً. هذا المحمّد الغريب بالكاد يعرف اسماً واحداً!
طلب القاضي، مضطرّاً، إخراج صالحة من الغرفة. على الأرجح لم يسمعها، أو أنه سمعها تقول: محكمتكم مثل وادي عارة، يقطع فيه الطريق، وتجاهل القول.
كان يحلو لي دوماً أن أسمّي نفسي قارئاً مثلما يُسمّى الطبيب طبيباً والمهندس مهندساً والنجّار نجّاراً ... ولطالما خطر لي أن أجيب الذين يسألونني عن اختصاصي أو مهنتي قائلاً: قارئ. ولكن، لم أجرؤ مرّة على مثل هذا الجواب. سيظنّونني مجنوناً أو أبله، أو قد يظنّون أنني أمازحهم. ولكن، لو أكّدتُ لهم هذه الصفة لضحكوا حتماً وسخروا منّي. ماذا يعني أن يكون الشخص قارئاً؟ أهذه مهنة حقّاً؟ لم يهمّني يوماً ما يُمكن أن يقول الآخرون عنّي، ولم تكن تعنيني الصّورة التي يرسمونها لي. كنتُ قرّرتُ من تلقاء نفسي أن أكون فقط قارئاً. بل أن أخلق مهنة جديدة لا تتطلّب اختصاصاً ولا دراسة: القارئ. لم يكن من معنى لحياتي خارج الكُتُب، بل الروايات. خارج القراءة كنتُ لا أحدَ. أصبحتُ قارئاً من دون أن أفسّر هذه القضيّة. ولم أبحث في كُتُب النقد عن مفهوم القراءة والقارئ. أنا قارئ وكفى
كان يحلو لي دوماً أن أسمّي نفسي قارئاً مثلما يُسمّى الطبيب طبيباً والمهندس مهندساً والنجّار نجّاراً ... ولطالما خطر لي أن أجيب الذين يسألونني عن اختصاصي أو مهنتي قائلاً: قارئ. ولكن، لم أجرؤ مرّة على مثل هذا الجواب. سيظنّونني مجنوناً أو أبله، أو قد يظنّون أنني أمازحهم. ولكن، لو أكّدتُ لهم هذه الصفة لضحكوا حتماً وسخروا منّي. ماذا يعني أن يكون الشخص قارئاً؟ أهذه مهنة حقّاً؟ لم يهمّني يوماً ما يُمكن أن يقول الآخرون عنّي، ولم تكن تعنيني الصّورة التي يرسمونها لي. كنتُ قرّرتُ من تلقاء نفسي أن أكون فقط قارئاً. بل أن أخلق مهنة جديدة لا تتطلّب اختصاصاً ولا دراسة: القارئ. لم يكن من معنى لحياتي خارج الكُتُب، بل الروايات. خارج القراءة كنتُ لا أحدَ. أصبحتُ قارئاً من دون أن أفسّر هذه القضيّة. ولم أبحث في كُتُب النقد عن مفهوم القراءة والقارئ. أنا قارئ وكفى
ها أنذا أنضم لجوقة المشاهير بالجلوس إلى طاولة مميزة، لأكتب حكايتي، وأصرخ في الوقت نفسه ممجداً ذلك الرجل الذي منحنا القوة بشكل يومي لنصرخ من الصباح وحتى المساء بصوت واحد: «تحيا إيكيا.. تحيا إيكيا». على أية حال معرفة الطريقة التي يتم فيها إخراج حشرة القرّاد من السيقان المربربة، أفضل بكثير من أن يُحرج المرء بلسانه الطويل، البذيء، مؤسس إيكيا العظيم، السيد اينغفار كامبراد، الذي منح البعض منّا أثناء حياته المديدة طاولة سوداء أنيقة ورخيصة لنكتب، ونأكل عليها، ولنفكر بجدية كيف يمكن أن نضاجع عليها امرأة جميلة بوضعيات جديدة لم يسبقنا إليها أحد.
ها أنذا أنضم لجوقة المشاهير بالجلوس إلى طاولة مميزة، لأكتب حكايتي، وأصرخ في الوقت نفسه ممجداً ذلك الرجل الذي منحنا القوة بشكل يومي لنصرخ من الصباح وحتى المساء بصوت واحد: «تحيا إيكيا.. تحيا إيكيا». على أية حال معرفة الطريقة التي يتم فيها إخراج حشرة القرّاد من السيقان المربربة، أفضل بكثير من أن يُحرج المرء بلسانه الطويل، البذيء، مؤسس إيكيا العظيم، السيد اينغفار كامبراد، الذي منح البعض منّا أثناء حياته المديدة طاولة سوداء أنيقة ورخيصة لنكتب، ونأكل عليها، ولنفكر بجدية كيف يمكن أن نضاجع عليها امرأة جميلة بوضعيات جديدة لم يسبقنا إليها أحد.
"الحالم بلا كلل، لا ينتبه إلى أنّ مغامرته الكبرى، منذ ولد حلمه بها، بدأت"، بهذه العبارة الجامحة كأوار نار، تفتتح نجاة عبد الصمد روايتها.
"سبيل"، طفلةٌ شغوفةٌ بالعلم، بنت بيتٍ فقير، ومحكومٍ بقواعد العقيدة الدرزيّة، تهدّدها بالشلع من مدرستها. ترعى البقرة وفي يدها عصاً وكتاب، وفي رأسها حلمٌ هائل، تقارع هذا العالم به وحده. بفورة عاشقةٍ وصبر أمّ، تمضي في نسج ثورتها الناعمة.
وفي حين يبدو تعليم البنات معارك لا تنتهي بين سبيل وأبيها، ينكشف عنف العقيدة، اللامرئيّ، على كليهما..
ما بين فضاءي السويداء جنوب سوريا، وأوكرانيا السوفييتية، تغوص الرواية في جوّانيّات جماعة الموحّدين الدروز في سوريا، وجوّانيات إمبراطورية السوفييت أوان احتضارها.
"أيتام الجبال"، روايةٌ تمنح للجرح قيمته ومعناه، تجرؤ على استنطاق كل مساحات الصمت والمسكوت عنه، تنتصر للحلم، لفردانية الإنسان، لأهل القاع، لقضية التعليم، لصرخةٌ الأنثى في وجه حرّاس الدين والقبيلة وكلّ تسلّطٍ فكريّ..
"الحالم بلا كلل، لا ينتبه إلى أنّ مغامرته الكبرى، منذ ولد حلمه بها، بدأت"، بهذه العبارة الجامحة كأوار نار، تفتتح نجاة عبد الصمد روايتها.
"سبيل"، طفلةٌ شغوفةٌ بالعلم، بنت بيتٍ فقير، ومحكومٍ بقواعد العقيدة الدرزيّة، تهدّدها بالشلع من مدرستها. ترعى البقرة وفي يدها عصاً وكتاب، وفي رأسها حلمٌ هائل، تقارع هذا العالم به وحده. بفورة عاشقةٍ وصبر أمّ، تمضي في نسج ثورتها الناعمة.
وفي حين يبدو تعليم البنات معارك لا تنتهي بين سبيل وأبيها، ينكشف عنف العقيدة، اللامرئيّ، على كليهما..
ما بين فضاءي السويداء جنوب سوريا، وأوكرانيا السوفييتية، تغوص الرواية في جوّانيّات جماعة الموحّدين الدروز في سوريا، وجوّانيات إمبراطورية السوفييت أوان احتضارها.
"أيتام الجبال"، روايةٌ تمنح للجرح قيمته ومعناه، تجرؤ على استنطاق كل مساحات الصمت والمسكوت عنه، تنتصر للحلم، لفردانية الإنسان، لأهل القاع، لقضية التعليم، لصرخةٌ الأنثى في وجه حرّاس الدين والقبيلة وكلّ تسلّطٍ فكريّ..