في كتابه "الإرهاب وصنّاعه : المرشد - الطاغية - المثقف"، يغوص علي حرب في تفكيك بنية الإرهاب، محمّلاً المسؤولية لثالوث متشابك: المؤسسة الدينية بمرشديها، السلطة السياسية بطغاتها، والنخب الفكرية بمثقفيها. لا يقتصر الكاتب على نقد التطرف الديني فحسب، بل يذهب أبعد من ذلك ليكشف كيف ساهم المثقف الحداثي، بجمود أفكاره وتقديسه لشعاراته البالية، في تغذية الاستبداد من حيث لا يدري. يرى حرب أن الأزمة الحقيقية تكمن في الفكر ذاته، عندما يتحوّل إلى أداة جامدة تُعيد إنتاج نفس الخراب بأقنعة مختلفة. وفي ظل عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة، يدعو إلى مراجعة جذرية للمفاهيم والقيم السائدة، بحثًا عن رؤية جديدة قادرة على كسر الحلقة المفرغة من العنف والتطرف. الكتاب هو رحلة نقدية حادة تضع الإنسان في مواجهة ذاته، وتفتح أفقًا نحو فكر متجدد يتجاوز قيود الماضي، لصياغة مستقبل أقل تطرفًا وأكثر إنسانية.
Share message here, إقرأ المزيد
الإرهاب وصناعه : المرشد - الطاغية - المثقف