على الرغم من كتابة ج. د. سالينجر لمجموعة كبيرة من القصص القصيرة، إلاّ أنّ "الحارس في حقل الشوفان" هي روايته الوحيدة، كما أنّها عمله الأكثر إلفاتاً ومدعاةً للدراسة.
فالرواية تشكّل ذروة ومجموع الموضوعات (الثيمات) التي تخلّلت عدداً من قصص سالينجر القصيرة، حيث كان لبعضها أن صاغ أسس وقواعد فصول محدّدة في "الحارس في حقل الشوفان".
ولقد اختيرت الرواية فور نشرها لتكون واحدة من مختارات (نادي كتاب الشهر) وحظيت بإطراء عالميّ كبير، ولا تزال حتّى اليوم رواية يُباع منها نحو 250 ألف نسخة سنوياً، ومن المعروف أنّ سالينجر لم يبذل أي جهد في سبيل الشهرة، وطلب عدم ربط صورته الشخصية بالكتاب.
أدّت ظرافة الرواية إلى وضعها في مصاف أعمال مارك توين Mark Twain، غير أنّ نظرتها في العالم تتسم بقدرٍ أكبر من التحرّر من الوهم، إذْ يصف هولدن كولفيد (البطل / الراوي) كل شيء بــ "الزائف" باحثاً بإستمرار عن الصِدق، ممثلاً للشخصية الغاضبة - الساخطة المراهقة، إلاّ أنّها طافحة بالحياة.