-
/ عربي / USD
ظهرت الحركة النسوية اليهودية في النصف الثاني من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت أسباب ظهورها تختلف عن الحركات النسوية الأخرى مثل الحركة الأمريكية التي سبقتها زمناً، فالحركة النسوية الأمريكية ظهرت تطالب بالعدالة للمرأة ومساواتها مع الرجل في الحقوق، كحق التصويت وحق التعليم وحق الملكية إلى غير ذلك، بينما كانت الحركة النسوية اليهودية قد بدأت بمطالبتها الحاخامات بإعطائها دوراً في القضايا الدينية ومشاركتها فيها، مثل دورها في إدارة الكنيس وفي مشاركتها في الصلاة وحقها في أن تكون حاخامة وتؤم الصلاة، وغيرها من القضايا المتعلقة بالدين، وكذلك طالبت الحاخامات في أن يِغيّروا نظرتهم الدونية نحوها، حيث عوملت لقرون معاملة إنسان من الدرجة الثانية.
وقد اشتد عود هذه الحركة بمرور الزمن وزاد دورها وتأثيرها وتضاعف عدد عضواتها، وتوسع نشاطها على الرغم من معارضة المؤسسة الدينية اليهودية لها، ومما أعطاها دفعاً قوياً في استمراريتها هو انضمام شخصيات نسائية لها تتسم بالثقل العلمي والإجتماعي والأدبي.
كما أخذت تنظم نفسها بمنظمات وجمعيات، وتعقد مؤتمرات محلية ودولية تناقش فيها ما حققته وما يجب عليها تحقيقه، وبمرور السنين توسعت مطالب الحركة وكثرت، فهي كانت في البداية قد اقتصرت على ما ذكرناه أعلاه، ولكنها أخذت تطالب بإظهار دور المرأة الذي أُهمل في التاريخ اليهودي وفي التوراة، حيث رأت الحركة أن التاريخ اليهودي هو تاريخ ذكوري يعطي أهمية للرجال ويشيد بأدوارهم ويبرز أعمالهم بينما هو يهمل دور المرأة في صناعته.
كذلك رأت تميّز التوراة بذكوريتها، لأن الرجال هم الذين كتبوها وقاموا على جمعها وتحريرها، ولم يسمع إلا في النادر عن عالمة يهودية أو فقيهة أو مؤرخة مثلاً كان لها دور وشاركت الرجال من خلاله، ولذلك أصبح نقدهن يطال التوراة.
وكان من الأمور التي ألحّت عليها الحركة وطالبت بتحقيقها، هو أن يسمح للمرأة اليهودية أن تكون حاخامة تقوم بما يقوم به الحاخام الذكر في الكنيس من قيادة الصلاة والمشاركة في إدارته والإشراف عليه، وكان قد تحقّق لها بعد سنين طويلة من مطالبتها.
وكانت الفرقة اليهودية الإصلاحية أول من بادر إلى ذلك، فأصبح عدد النساء الحاخامات اليوم في هذه الفرقة يساوي عدد الرجال من الحاخامات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد