الترادف، في اللغة، هو إطلاق عدة كلمات على مدلول واحد، كالأسد والسبع والليث وأسامة التي تعني مسمى واحداً، والحسام والسيف والمهند واليماني بمعنى واحد.وأنكر بعض الباحثين وجود الترادف في اللغة، فحاولوا إيجاد الفوارق الدلالية بين المترادفات، فـ"نظر" لا تدل الدلالة نفسها التي...
الترادف، في اللغة، هو إطلاق عدة كلمات على مدلول واحد، كالأسد والسبع والليث وأسامة التي تعني مسمى واحداً، والحسام والسيف والمهند واليماني بمعنى واحد.
وأنكر بعض الباحثين وجود الترادف في اللغة، فحاولوا إيجاد الفوارق الدلالية بين المترادفات، فـ"نظر" لا تدل الدلالة نفسها التي لـ"حدق"، وهذه لا تدل الدلالة نفسها التي لـ"رنى"، أو "رمق" أو "لاحظ"، أو "شاهد". وقالوا أيضاً إن مفردة من بين المترادفات هي الأصل، والباقي نعوت، فـ"السيف" هو الأصل، أما "اليماني" فهو السيف المصنوع في اليمن، و"المهند" السيف المصنوع في الهند، و"الأبتر" هو السيف القاطع، و"الأعضب" كذلك، وهكذا...
ولكن ثبت أنه من التعسف الشديد إنكار وجود الترادف في لغة تكونت من عدة لهجات، إذ ليس من المعقول أن تتكلم القبائل أو الشعوب ذات اللهجات المختلفة بنفس الأسماء، وأن تسمي الأشياء كلها بنفس المصطلحات. واللغة العربية تكونت من لهجات عدة، فمن الطبيعي أن تكثر فيها المترادفات، ولعلها من أغنى لغات العالم بالمترادفات، وربما أغناها، وخاصة فيما يتعلق بأمور الحياة التي عرفها العربي منذ العصر الجاهلي.
ويعود أسباب الترادف في اللغة العربية إلى أمور عدة، منها: تكونها، من عدة لهجات مختلفة، دخول ألفاظ أعجمية إلى اللغة العربية، وفي هذه اللغة ألفاظ تدل دلالتها، انتقال كثير من نعوت المسمى الواحد من معنى النعت إلى معنى الاسم الذي تصفه، عدم تمييز واضعي المعجمات بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، تدوين واضعي المعجمات كلمات كثيرة كانت مهجورة في الاستعمال ومستبدلاً بها مفردات أخرى.
وأياً تكن هذه الأسباب، فإن ظاهرة الترادف في اللغة العربية ظاهرة بينة وما عاد يختلف عليها إنسان، وأصبح الترادف جزءاً أساسياً من معاجمنا.
وما يقال في الترادف قد يقال في الأضداد، إذ إن الكلمات التي تعتبر مضادة لمعنى كلمة معينة، تشكل ترادفاً فيما بينها.
وما أراده المؤلف من هذا الكتاب هو أن يجمع فيه فائدتين معاً، فينتفع الطالب به بالعثور على مترادفات كلمة معينة وعلى أضدادها في الوقت نفسه.
وغني عن البيان أنه لم يثبت كل مفردات اللغة العربية التي لها مرادفات، ولا جميع مرادفات الكلمة التي أثبتناها، ولا جميع متضاداتها، ولولا ذلك لجاء معجمه بعشرات المجلدات. وليست الغاية إظهار المقدرة في الجمع والتنسيق، بل تقديم معجم مبسط لقراء العربية عموماً، وللطلاب خصوصاً، يستفيدون منه في تعلم العربية وتحضير دروسهم.