-
/ عربي / USD
يقال إن حواراً دار، في بدايات القرن العشرين، بين فرجينيا وولف وت. س. إليوت حول مسألة القطيعة مع الماضي. كانت وولف تدافع عن قطيعة جذريّة مع الماضي، فإذا كنّا الآن نرى أبعد من شكسبير، فما الحاجة إلى شكسبير؟ كانت هذه حجّتها، فيما كان جواب إليوت كالتالي: «أنا الآن أرى أبعد من شكسبير لأنني أقف على كتفيه». وهذا أبلغ جواب يمكن أن استعيره من إليوت للرد على من يسأل: التنوير؟ والآن؟ فإذا كنّا نرى الآن أبعد وأعمق فلأننا نقف على أكتاف شيوخ التنوير الأوائل الذين مهّدت إسهاماتهم الطريق أمامنا إلى التعليم الحديث، وإلى مطالعة الكتب والمجلات «العصرية»، وإلى امتلاك الشجاعة الكافية لاستخدام عقولنا بلا وصاية، وإلى العيش في عصرنا ومجاراة روحه بفكر مفتوح على العالم، وعلى التشارك الإنساني. إنّ هذه فرصتنا لا لاستيعاب أفكار روّاد التنوير الأوائل في البحرين فحسب، بل للاعتراف بحجم مديونيتنا تجاههم، وإنّ الوقت والمال والتّعب والعذابات المضنية ومشاعر اليأس والإحباط التي كانت تأكل في أرواحهم، هي الثمن الذي كان على هذا الجيل تقديمه من أجل تمهيد الطريق أمامنا وأمام أجيال متعاقبة من قبلنا ومن بعدنا، ولعلّي أحتاج إلى تذكيركم الآن بمقولة الشيخ إبراهيم بن محمد: «رب جيلٍ به سعادة أجيال».
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد