-
/ عربي / USD
تعددت النظريات التي تفسر مسيرة التاريخ خلال العصور بدءاً من نظرية سان أوغسطين؛ أول من حاول أن يفسر التاريخ في ضوء نظرية العناية الإلهية التي قصرها على الدين المسيحي؛ بل على المذهب الكاثوليكي، وانتهاءً بفوكوياما، الأمريكي من أصل ياباني، القائل بنهاية التاريخ عند الحضارة الأميركية في ضوء الجدل عن هيجل، حيث بلغ التاريخ في ضوء مقولته إلى نهايته عند الحضارة الغربية، أو بالأحرى، عند الهيمنة الأميركية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وبين سان أوغسطين وفوكوياما نظريات عرض لها المؤلف في كتابه "في فلسفة التاريخ"، كالتعاقب الدوري للحضارات، ونظرية التقدم لدى المقتنعين للقول بالتقرير، وتقدم العقل البشري وإنجازاته خلال العصر.
من بين هذه النظريات جميعاً؛ فإن نظرية التعاقب الدوري للحضارات كانت هي الأصوب والأرجح، ليس قياساً على حياة الإنسان من طفولة وشباب، أو حياة الكائنات بوجه عام، وإنما لأن توينبي بعد دراسته لأكثر من عشرين حضارة خلال عصور التاريخ؛ تبين له أن أياً منها لم يقو على تحدي عامل الزمن بالخلود، سواء كانت نهايتها موتاً طبيعياً أو انتحاراً. فكل حضارة تمر بميلاد ويعقبه طفولة فشباب ثم شيخوخة وفناء، ذلك ما أرادته وقدرته مشيئة الله بالأمم والحضارات "وتلك الأيام نداولها بين الناس". وفي هذه الدراسة التي يتناولها كتاب "فلسفة الحضارة" الذي نقلب صفحاته، غيّر المؤلف ثلاثاً من الحضارات هي أكثرها صلة بنا، وتأثيراً فينا. "اليونانية، الإسلامية، الغربية"، والغاية ليست تعريف القارئ بهذه الحضارات، وإنما دعوته لإدراك الحكمة الكامنة في مسيرة التاريخ.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد