يضم هذا الكتاب ثماني عشر درساً عن (المجتمع الصناعي) ألقيت في جامعة "السوربون" قسم علم الإجتماع في سنة 1955/ 56، لعالم الإجتماع والفيلسوف "ريمون آرون" وهي بمضامينها تتوجه إلى المجتمع الطلابي، تعلم منهجاً، وترسم أفكاراً كما تحمل وقائع وآراءاً. يقول ريمون آرون في مقدمة كتابه هذا "... أن هذه الدروس ليست سوى تمهيد ولا يمكن أن تكون سوى تمهيد، موضوعي...، لدرس مشكلة تتلاعب بها الأهواء السياسية. فهي ليست موجهة إلى الأخصائي ولكنها موجهة إلى الطالب وإلى الشخص المنزه عن الأهواء. وهي لا تفترض أجوبة تقليدية، وإنما تحاول تبديد الأوهام، ومنها وهم الإعتقاد وبضرورة تطور الرأسمالية إلى السوفياتية، وهم وحدة المصير المحتم لهذين النوعين من المجتمع الصناعي.. فالدرس الأول يعالج التنمية والنظام الإقتصادي. أما الدرس الثاني فقد خصص لدرس علاقات الطبقات، وقد اتجه الدرس الثالث إلى درس أساس النظامين السياسيين وطبيعتهما أي نظام الحزب الإحتكاري من جهة ونظام الحزب "الدستوري- الجماعي" من جهة أخرى.
إن تنوع المجتمعات التي تستحق أن تدعى مجتمعات صناعية، هذا التنوع الذي قد لا يكون أقل من تنوع المجتمعات التقليدية لا يكتشف إلا بواسطة هذه الدروس الثلاثة: الدرس الإقتصادي، والإجتماعي، والسياسي".