أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي، النحوي اللغوي العروضي. ولد سنة 100ه. أثنى عليه المؤلفون الأقدمون جميعاً على علمه وذكائه وصدقه وزهده. كان عالماً بالحديث والسنة، ولذا ترجم له المزّي، وإبن حجر، والجزرجي. إستنبط من العروض وعلله ما لم يستخرجه أحد، ولم يسبق إلى علمه سابق من العلماء كلهم، وإستنبط أيضاً من علم النحو ما لم يُسبق إليه. وحصر علم اللغة بحروف المعجم في كتابه الذي بناه على مخارج الحروف، وهو كتاب العين. وله علم بالإيقاع، وله كتابٌ فيه وهو عالم بالأصوات ومخارج الحروف، كان زاهداً عفيق النفس لا يختار صحبة الملوك والأمراء، يعيش في خصّ من بستان ورثه عن أبيه، وكان يحجّ سنة ويغزو سنة، إلى أن توفي سنة 175 ه، بل أصح الأقوال، هذا وقد كان الخليل شاعراً مقلاً، يقول البيت والبيتين والثلاثة ونحوها، في الزهد والنصح، وغني النفس، وذكر الموت، والصداقة. قال إبن المقعد في كتابه طبقات السفراء المحدثين 98: "وشعره قليل، لأن شغله بالعلم كان أكثر منه بقول الشعر"، ولم يشر أحد من المؤلفين الأقدمين إلى وجود ديوان له، هذا شكّل لدى الباحث الدافع لجمع شعره، كما يشير، أول مرة عام 1973 م، مضيفاً أنه إستدرك نحو عشرين بيتاً في كتابه: (المستدرك على دواوين الشعراء) عام (1999م).
وتجدر الاشارة إلى أن هذا الكتاب هو الثالث الذي يصدر للباحث يصدر عن دار صادر، والذي يتضمن (شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي) في طبعة مزيّدة منعمة موثقة. إذ كانت الطبعة الأولى له ببغداد عام (1973) وعلى مدى ثماني وثلاثين سنة، كان يتتبع، وكما يذكر، ما يصدر من كتب التراث، مثبتاً ما فيها من شعر للخليل فجاء هذا المجموع في هذه الطبعة من شعره أقرب إلى الكمال، والكمال لله تعالى وحده.
Share message here, إقرأ المزيد
ديوان الخليل بن أحمد الفراهيدي